5 سيناريوهات تحدد الخطوة التالية في أزمة فنزويلا

 

نشر موقع "فوكس" الأمريكي مقالًا الجمعة، حول تداعيات الأزمة الفنزويلية، ومتوقعًا 5 اتجاهات تسير الأوضاع في كاراكاس باتجاه أحدها.

قال الكاتب أليكس وارد، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل في الأزمة السياسية التي تشهدها فنزويلا حاليًا دفع البلاد إلى مزيد من الانزلاق نحو الهاوية، ومن الممكن أن يؤدي إلى حرب أهلية في المستقبل.

وتشهد فنزويلا أزمة سياسية حالية، بعد إعلان زعيم المعارضة خوان جوايدو نفسه رئيسًا مؤقتًا، ومطالبة الرئيس نيكولاس مادورو بالتنحي.

واعترف ترامب يوم الأربعاء بجوايدو رئيسًا مؤقتًا، ووصف رئاسة مادورو بأنها "غير شرعية"، على الرغم من أن مادورو قد اُعيد انتخابه في مايو 2018، وأدى اليمين الدستورية قبل أسابيع فقط.

ويدعي جوايدو أن انتخابات 2018 تم تزويرها، وبذلك يصبح من حقه –بصفته رئيس الجمعية الوطنية- إعلان نفسه رئيس للبلاد، بحسب الدستور.

وأوضح صاحب المقال، أنه تحدث مع رونال رودريجز، الخبير بالمرصد الفنزويلي بجامعة روزاريو في كولومبيا، والذي طرح خمسة سيناريوهات قد تحدث في الوقت الحالي ورتبها من الأكثر احتمالًا إلى الأقل، نستعرضها فيما يلي:

1- بقاء مادورو في السلطة

على الرغم من الفوضى الحالية في فنزويلا، فمن المحتمل للغاية أن يبقى مادورو في السلطة، بحسب الكاتب.

وفسّر الكاتب كلامه قائلًا: "بحسب مسؤولين وخبراء فإن قيادة القوات المسلحة الفنزويلية لا تزال موالية بشدة لمادورو. فيوم الإثنين، على سبيل المثال، أخمد الجيش انتفاضة من 27 من عناصر الحرس الوطني المناهضين لمادورو الذين كانوا يهدفون إلى الإطاحة بالرئيس. بالإضافة إلى ذلك، يسيطر الموالون لمادورو على العديد من المؤسسات المهمة الأخرى في البلاد، مثل المحكمة العليا".

 

مادورو ليس لديه أي نية للتنحي في الوقت الحالي، بل وبدأ في مهاجمة الولايات المتحدة، حيث أعلن يوم الأربعاء -بعد ساعات من قرار ترامب الاعتراف بجوايدو- قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين فرصة 72 ساعة لمغادرة فنزويلا، ورد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي عليه قائلًا إن الولايات المتحدة لن تذعن لأوامر مادورو؛ لأن الإدارة الأمريكية لا تراه رئيسًا شرعيًا.

وعلى الرغم من هذا التراشق السياسي بين الولايات المتحدة وفنزويلا، يرى الكاتب أنه من المرجح أن يبقى مادورو في السلطة، وتمثل هذه أخبارًا سيئة بالنسبة لكثير من الناس في فنزويلا، حيث تعيش مجموعات ضخمة من السكان في فقر بسبب سوء الإدارة الاقتصادية للديكتاتور الاشتراكي.

وأشار الكاتب، إلى أن معدل التضخم في البلاد بلغ الآن أكثر من مليون في المائة، ويمكن أن يصل إلى 10 ملايين في المائة هذا العام، بحسب صندوق النقد الدولي، وأصبح كلًا من الغذاء والدواء مكلفين بالنسبة لكثير من السكان. ومنذ عام 2015، غادر أكثر من 3 ملايين فنزويلي البلاد بحثًا عن فرص أفضل في أماكن أخرى، وخاصة في كولومبيا.

من المؤكد، بحسب الكاتب، أن الضغط السياسي على مادورو سيضعفه، وستؤدي الضغوط الاقتصادية إلى تعقيد أية محاولة قد يقوم بها لتحسين الوضع الاقتصادي لفنزويلا، ولكن الحقيقة هي أن النتيجة الأكثر ترجيحًا في الوقت الحالي أن مادورو سيستمر زعيمًا البلاد، على الرغم من كونه سيئًا للغاية.

2- تنحى مادورو واستمرار أيديولوجيته السياسية والاقتصادية

يمكن أن يتخلى مادورو عن الرئاسة إذا كان قادرًا على اختيار زعيم جديد يشاركه نفس الأيديولوجية السياسية، ويؤمن مادورو كثيرًا باشتراكية الرئيس السابق هوجو شافيز، وأن الاشتراكية الشعبوية والاستبدادية هي أفضل طريقة للحكم.

ويعتبر شافيز شخصية أسطورية في فنزويلا، حيث أثناء حكمه، انخفض معدل البطالة في فنزويلا بنسبة خمسين%، وزاد دخل الفرد بأكثر من الضعف، وانخفض معدل الفقر بأكثر من النصف، وتحسن التعليم، لكنه أدخل حلفائه السياسيين في المحاكم، وأقر قوانين تحد من قدرة الصحفيين على انتقاد الحكومة، وسعى باستمرار إلى إيجاد طرق لإزالة الضوابط المفروضة على سلطته.

 

ويقول الكاتب، إنه في حالة صحة هذا السيناريو (تخلي مادورو عن السلطة لشخص يؤمن بنفس عقيدة مادورو) فهذا يعني أن مستقبل فنزويلا لن يختلف كثيرًا إذا ما ظل مادورو في منصبه.

3- سيطرة المعارضة على الحكم

يرى الكاتب، أن الضغط المحلي والدولي المتزايد على مادورو قد يؤدي في النهاية إلى إجباره على التنحي وإبرام صفقة مع المعارضة.

ولكن، بحسب الكاتب، من غير الواضح ما قد تبدو عليه هذه الصفقة إذا تم إبرامها بالفعل، ولكن أحد الاحتمالات هو موافقة مادورو على البقاء في السلطة حتى يتم إجراء انتخابات نزيهة ومن ثم رحيله حتى يتمكن الفائز من تولي المسؤولية، واحتمال آخر هو تسليم مادورو السلطة عن طيب خاطر إلى جوايدو باعتباره رئيسًا مؤقتًا في الوقت الذي يدعو فيه إلى انتخابات جديدة.

وكان جوايدو قال في وقت متأخر من يوم الخميس، إنه قد يفكر في تقديم عفو لمادورو إذا ترك منصبه بإرادته.

ويقول الكاتب إن الأمل يكمن الآن في أن يعيد الزعيم الجديد -بافتراض أنه ليس من حزب مادورو الاشتراكي- البلاد مرة أخرى إلى الديمقراطية، ولكن حتى هذه النتيجة الوردية تواجه تحديات، تتمثل في أن بعض سياسات مادورو لا تزال تحظى بشعبية كبيرة، وخاصة تركيز حزبه على إنفاق مبالغ كبيرة من إيرادات الدولة على تمويل البرامج الاجتماعية مثل الرعاية الطبية المجانية والأغذية ذات الأسعار المعقولة.

ويضيف الكاتب، أي قائد جديد سيكون عليه اتخاذ قرارات صعبة -بما في ذلك خفض التمويل لبعض هذه البرامج- لإنهاء الانهيار الاقتصادي لفنزويلا، وقد يدفع ذلك المواطنين إلى الانتقاد، وربما محاولة طرد الزعيم الجديد بعد فترة قصيرة من الزمن، ولذلك، فإن الشخص الذي سيحل محل مادورو، سيكون لديه مهمة صعبة للغاية لن يرضى عنها الجميع.

4- سيطرة الجيش الفنزويلي على الحكم

يقول الكاتب إن الجيش الفنزويلي يُعد إحدى أقوى المؤسسات في الدولة، والتي تدعم مادورو حاليًا، ولكن إذا تفاقمت الأزمة السياسية، قد يقرر الجيش أن الوقت قد حان ليتدخل ويُخرج مادورو من السلطة بنفسه.

ويرى الكاتب، أنه توجد فرصة أن يدعو الجيش لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، ثم يتنحوا للفائز، لكن بالنظر إلى التاريخ فأن هذه نتيجة غير طبيعية، حيث قد يعيد هذا إلى الأذهان أيام الدكتاتورية العسكرية في فنزويلا (وأمريكا الجنوبية بشكل عام). ففي الفترة من 1948 إلى 1958، أشرف القادة العسكريون -وخاصة الجنرال الفنزويلي ماركوس بيريز خيمينيز- على التعذيب والسجن السياسي وقتل المعارضين.

ولكن ما يقلق، بحسب الكاتب، هو أن الحاكم العسكري -والذي سيكون جنرالًا على الأرجح- سيضحي بالديمقراطية في مقابل الاستقرار الاجتماعي، وهذا سيعني في الأغلب مجتمعًا قمعيًا يتمتع بقليل من الحريات الشخصية، وعدد كبير من السجناء السياسيين.

 

وهذا السيناريو غير محتمل بشكل كبير، حيث أعلنت القيادة العسكرية الفنزويلية، الخميس، أنها تقف بحزم خلف مادورو وستعارض أي محاولة انقلابية ضده.

5- تدخل عسكري خارجي للإطاحة بمادورو

يُعد هذا السيناريو هو الأقل احتمالية من السيناريوهات المطروحة، بحسب الكاتب، الذي يرى أنه قد يؤدي إلى نشوب حرب أهلية.

ويقول الكاتب، إنه في أغسطس 2017، طرح ترامب علنًا إمكانية استخدام "الخيار العسكري" -الذي لم يحدده- للإطاحة بمادورو ومواجهة سوء الحظ السياسي والاقتصادي في فنزويلا، ولكن من الواضح أن مستشاري ترامب في ذلك الوقت، ولا سيما مستشار الأمن القومي السابق إتش آر ماكماستر، أقنعوا الرئيس بعدم اتباع هذا المسار.

لكن الوضع في فنزويلا اليوم مختلف جدًا، فهناك زعيم واضح للمعارضة نصب نفسه رئيسًا مؤقتًا ويبدو أنه يحظى بدعم جزء كبير من الشعب الفنزويلي، وكذلك دعمته الولايات المتحدة قائدًا للبلاد.

وبعد رحيل ماكماستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس، يبدو أن ما كان يمنع ترامب من القيام بعمل عسكري في فنزويلا قد انتهى، خاصة بعد تصريح مستشار الأمن القومي الحالي جون بولتون الذي قال فيه إن "الولايات المتحدة تقوم تحت قيادة الرئيس ترامب، باتخاذ إجراءات مباشرة للدفاع عن سيادة القانون والحرية الإنسانية الأساسية في المنطقة"، وبهذا من المرجح، بحسب الصحيفة، أن يكون بولتون أكثر انفتاحًا للتدخل العسكري الأمريكي من ماكماستر.

ويقول الكاتب، إن هناك فرصة -حتى لو كانت قليلة- أن يختار ترامب غزو فنزويلا عسكريًا أو على الأقل دعم دول المنطقة التي قد ترغب في التخلص من مادورو بالقوة، ولكن حتى الآن لا يبدو أن هناك رغبة في ذلك، حيث قال الجنرالات في البرازيل إنهم استبعدوا الخيار العسكري.

وأوضح الكاتب أن مثل هذا الغزو، سيخلف الكثير من الضحايا، وسيكون مكلفًا وطويل الأمد، وسيغرق البلاد في حرب أهلية، وفي سيناريو كهذا، من المرجح أن الجيش الفنزويلي سيدافع عن مادورو

وحتى إذا انشق بعض أفراد الجيش وانضموا إلى القوات الغازية، سيستمر القتال لأسابيع أو حتى شهور، مما قد يترك المئات أو الآلاف من القتلى والمدن المدمرة.

ولحسن الحظ، بحسب الكاتب، فإن خيار الغزو العسكري هو الأقل احتمالية الآن، حيث أعلنت المعارضة الفنزويلية وعدد من قادة أمريكا اللاتينية معارضتهم لمثل هذه الحركة، وحتى ترامب نفسه أعلن عن رغبته في إخراج القوات الأمريكية من الدول الأجنبية.

سبت, 26/01/2019 - 18:15