أولئك الذين يتوقعون حدوث انتقال في موريتانيا هم على خطأ، فالجنرال محمد ولد عبد العزيز سيظل وفيا للاتفاق السابق الذي أبرم مع الجنرال محمد ولد الشيخ محمد أحمد، وزير الدفاع حاليا.
الصداقة التي تربط الرجلين قاومت الزمن والتحولات السياسية، وسيحترم الرئيس المنتهية ولايته التزاماته التي شككت فيها عدد من القوى السياسية. وبدلاً من الحشد لولاية ثالثة فضّل الرئيس العام تسليم الرئاسة لزميله رغم الدعوات الصاخبة لترشيح نفسه لولاية جديدة. لكن هذا التغيير هو تغيير في ظل الاستمرارية حيث سيكون هناك تحول مشابه لما جرى في روسيا.
على المستوى الإقليمي تلعب موريتانيا دور التوازن بين القوتين المجاورتين الجزائر والمغرب اللتان توجدان في نزاع لعدة عقود. سيتم استدعاء خليفته لإدارة هذا الوضع الجيوسياسي الذي يشبه مسك العصا من النصف. وأي خلل في إدارة العلاقات مع الجيران المباشرين يخلق تهديدًا حقيقيًا وفوريًا. وهناك تحد آخر للرجل القوي الجديد يقيم في تعزيز تماسك المجتمع الموريتاني التي يواجه مشكلات في العلاقات بين مكونات البيضان والحراطين والزنوج.
كما سيواجه الجنرال الغزواني تحديا آخر يتمثل في تجنيب موريتانيا العمليات الإرهابية المنتشرة في منطقة الساحل. فقد نواكشوط إلى التحالف الدولي ضد داعش ودعمت الرياض في حربها ضد اليمن كجزء من التحالف العربي والتي كانت في طليعة عمليات بارخان في الساحل لكنها لم يتعرض أبدا لهجمات إرهابية على أرضها، ويتحدث البعض عن تفاهمات بين الحكومة وبعض الجماعات.
بالنسبة لمراقبي الوضع الموريتاني ستبقى العلاقات قوية بين الرئيس المنتهية ولايته والمرشح الجديد. فالرجلان قد انضما معا في نهاية السبعينات برعاية الرئيس الراحل اعل ولد محمد فال إلى صفوف الجيش الموريتاني وذهبا معا أيضا كجزء من التعاون مع المغرب للتدرب في الأكاديمية العسكرية المرموقة في مكناس.
وبعد العودة أصبح الضابطان محل ثقة الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع (1985-2005) الذي جاء إلى السلطة على دبابة. وقد ترقى الرجلان في المناصب العسكرية ولعبا دورا محوريا في انقلاب 2005 الذي أطاح بالرئيس ولد الطائع.
لكن السؤال المطروح هو ما إذا كان الزعيم الجديد لنواكشوط سينجح في التعلم من مواطن النجاح والفشل للتجربة السياسية والاقتصادية لصديقه ولد عبد العزيز.
ترجمة موقع الصحراء
المتابعة الأصل اضغط هنا