شمامه "سالت"...!

محمد محفوظ أحمد

"إن القطاع الزراعي اليوم يقف على مفترق طرق، فالحكومة أنفقت عشرات المليارات في هذا القطاع، وهو يشهد في الوقت الحالي انهيارا غير مسبوق، ولعل ذلك ما يعزز شكوك البعض في أن هذه المشاريع لا تعدو أن تكون على الأوراق، بينما ذهب تمويلها إلى حسابات لا علاقة لها بالقطاع."
---- خلاصة تصريح رئيس الاتحادية الوطنية لمزارعي الضفة ----
*
بدأ انهيار القطاع الزراعي في "شمامه" في عهد ولد الطايع؛ عندما اقتُطعت المساحات الزراعية التقليدية التي كان المواطنون حريصين على زراعتها بطرقهم البدائية منذ مئات السنين، لصالح تجار ورجال أعمال (حقيقيين ووهميين!) باسم الاستثمار الزراعي العصري. لكن هؤلاء في الغالب استغلوها للحصول على تمويلات تصرف في مكان آخر، أو لتأجيرها، أو تعطيلها...
*
ثم كان إنشاء سد "ماننتالي"، قرب منابع النهر، كارثة حقيقية على الضفة الموريتانية؛ حيث توقف فيضان النهر وبُنَيات مجراه التي كانت تروي أراضي "شمامه" وتتجاوزها إلى "الذراع"، حتى 40 كلم؛ فيتعقب السكان أثر انحسارها بالزراعات المتنوعة. 
كما أنها كانت تخلق بحيرات و"مسايل" تزدهر فيها الغابات والحيوانات وأنواع الوحوش والمخلوقات البيئية المفيدة...
لقد دمر التحكم في جريان النهر ومستوى مياهه تلك البيئة الطبيعية المتميزة، ولم تستطع السلطات العمومية، وربما لم ترد، أن تعوضها، كما عوضها سلطات وأهالي الضفة الأخرى، بشق قنوات متتالية، كبيرة وصغيرة تروي مزارعهم وتسقي أشجارهم...
*
ولم يزد النظام الحالي على أن رسخ ذلك الإهمال وزاد ذلك الفساد، بإعفاء أولئك المزارعين "الصوريين" الكبار من قضاء تلك المليارات التي استلفوها من القرض الزراعي، الذي لفظ أنفاسه بعد ذلك... بل وأعفاهم من مسؤولية نهب وتفليس الشريك الوطني للمزارعين، وهو شركة "سونمكس"!
فانسحب من الموضوع ببساطة، تاركا هذه الثروة الهائلة والأمن الغذائي الوطني في مهب الفناء...!!
***
رحم الله الفنانة الكبيرة عيشه بنت محمد اعل... وأغنيتها الشهيرة: 
"شمامه سالت لين الحـگ ماها..."

جمعة, 22/03/2019 - 12:08