تفاجأنا في الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا بالمعلومات المغلوطة عن واقع الخدمات الجامعية التي تروج لها إدارة المركز الوطني للخدمات الجامعية، وحرصا منا على إنارة الرأي العام الوطني حول ما يعانيه الطلاب جراء التردي الحاصل للخدمات المقدمة لهم فإننا نسجل مايلي:
بالنسبة للنقل الجامعي:
لقد أعددنا إحصائيات دقيقة لعدد الباصات حيث أن العدد الإجمالي المستخدم يوميا لنقل الطلاب من وإلى المركب الجامعي الجديد هو 24 باصا فقط، كما أن أعداد محطاتها لاتتجاوز ثلاثة فقط (كرفور مدريد، كرفور 24 ابريل، الأعمدة الثلاثة بعرفات)، وليس هذا فقط بل إن إدارة المركز تعمدت تقليص النقل واستثناء محطات (ملتقى طرق "ولد بادو" وكرفور "بي أم دي" ومحطة "انبيت عشرة" بتوجنين والمستشفيات) وهي محطات كانت متوفرة في السنة الماضية.
إن المشاكل المتراكمة في النقل منذ الانتقال للمركب الجامعي الجديد لم تأت من فراغ بل كانت نتيجة طبيعية لغياب رؤية واضحة تحكم إدارة هذا الملف الحساس خاصة في ظل الإدارة الحالية للمركز وهو ماجعل الطلاب عاجزين عن مواكبة المحاضرات والأعمال التطبيقية في مؤسساتهم مما انعكس سلبا على معدلات النجاح والتفوق.
وما يزيد الطين بلة هو التكدس الذي تفرضه إدارة المركز الوطني للخدمات الجامعية داخل الباصات وترغم الطلاب عليه عن طريق منع أي حافلة من مغادرة المحطة قبل أن تتخطى أضعاف قدرتها الاستيعابية إضافة لتواجد زيوت المحركات على أرضية الباصات ومقاعدها.
إن معاناة الطلاب في ملف النقل لا تقف فقط عند النقص في أعداد الباصات و محطات النقل بل تتعداه إلى التكدس والاكتظاظ وما ينتج عنه حالات إغماء متكررة قد تعرض حياة الطلاب للخطر خاصة إذا ما علمنا أنه لا توجد في المركب الجامعي الجديد أي نقطة صحية لتقديم الاسعافات الأولية للطلاب وكما أن تهور بعض السائقين وإفراطهم في السرعة أثناء القيادة يسبب مخاطر إضافية للطلاب.
بالنسبة للمطعم الجامعي:
تبلغ الطاقة الاستيعابية للمطعم الجامعي "الجديد" 560 مقعدا فقط يستقبل يوميا حوالي 4000 طالب تمتد طوابيرهم الطويلة تحت أشعة الشمس الحارقة انتظارا للوجبات المقدمة والتي تفتقر لأي معيار نوعي أو كمي وهو ما تسبب في تزايد حالات العزوف عنها في أوساط الطلاب خاصة إذا علمنا أنه كل يوم هنالك أعداد ليست بالقليلة لم تحصل على الغداء رغم أنها تحمل تذاكرها بأيديها، كما أن مرافق المطعم لم تكتمل بعد، حيث يفتقر لمراحيض ولا توجد به حتى الآن أحواض لغسل الأيدي.
أما فيما يخص المطعم القديم فطاقته الاستيعابية لا تتعدى 25 مقعدا وينطبق عليه أغلب ما ينطبق على سابقه من ضعف في الخدمات المقدمة.
بالنسبة للسكن الجامعي:
لاتزال الطريقة التي يسير بها المركز السكن الجامعي ضبابية ويشوبها الكثير من الإرتباك ففي كل سنة لا يفتتح الحي الجامعي إلا في الشهرين الأخيرين من السنة الجامعية وفي هذه السنة فإن السكن القديم المكون من 90 غرفة لم يفتتح حتى الآن لاستقبال الطلاب الموريتانيين في حين أن نصف غرفه يسكنها الطلبة اليمنيين والبقية لم يتم توزيعها على الطلاب حتى الآن وإنما تم التصرف فيها خارج المساطر القانونية المنظمة للسكن من قبل إدارة المركز حيث يسكنه حاليا طلبة في المدرسة العليا لتكوين الأساتذة ومدرسة تكوين المعلمين.
إن الحي الجامعي الجديد والذي تبلغ طاقته الاستيعابية أكثر من 7000 طالب حسب إدارة المركز قد شاب الإعلان عن شروط استخدامه الكثير حيث يقصي وبشكل واضح الطلاب الحاصلين على باكلوريا من مدارس العاصمة حتى لو كانوا في مرحلة الليصانص ولديهم دوام مسائي في الكليات، في الوقت الذي تعطي فيه الأحقية لطلاب الدراسات العليا (دكتوراه - ماستر) حتى ولو كان دوامهم الأسبوعي في الكليات بضعة أيام فقط.
بالنسبة لصرف المنح:
لا يزال صرف المنح سببا من أسباب المعاناة الطلابية ففي الوقت الذي استحوذت إدارة المركز الوطني للخدمات الجامعية على المساعدات الاجتماعية وفي الوقت الذي استحدثت فيه الوزارة معايير مجحفة بالطلاب منعت الكثير منهم من الاستفادة منها أصلا، لازال الصرف الإلكتروني للمنح يعاني من عراقيل كثيرة أبرزها التأخر في صرف المنح والتلاعب بأرصدة الطلاب وهو ماحذرنا منه مرارا نظرا لما يسببه من إرباك للطلاب في استلام منحهم الهزيلة أصلا.
هذه نظرة سريعة على واقع أبرز ملفات الخدمات الجامعية تدحض مزاعم إدارة المركز التي تروج لها والتي يكتوي بنار ترديها وضعفها الآلاف من الطلاب يوميا.
عن المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا
مسؤول الكليات: سيدي أحمد يوسف
نواكشوط بتاريخ: 25/03/2019