قرن الله الديكتاتورية بالخوف
هذه سنة الله في الاستبداد: قرنه بالخوف والقلق؛ ليس خوف الناس فقط ولكن خوف المستبد نفسه.
الديكتاتور مهما كان حجم القوة التي تحرسه والخلائق التي تعبده... يستوطن الرعب قلبه، ويمنع الخوف والحذر حياة دولته من الاستقرار والسير الطبيعي، رغم أن كل شيء تحت سيطرته.
انظروا كيف تعامل النظام في مصر وأمنه وإعلامه وقضاؤه... مع وفاة الرئيس المصري السابق؛ والهلع الذي أثاره الرئيس، وهو أسير في قفص مصفح من الزجاج لا يسمح بتسرب صوته... ثم وهو ميت جثة هامدة!
ورغم هذا الاستنفار الهائل للقوة الأمنية الغاشمة، والقوة السياسية والاعلامية المدجنة... لم يسمح النظام لذوي الرجل باستلام جثمانه وتجهيزه ودفنه كأي مسلم، طبقا لأحكام الشريعة وعادات المجتمع المصري... ولم يسمح بإقامة جنازة ولا تشييع... ولا دفن في مقابر العائلة... ولا عزاء، فضلا عن تحقيق!!
بل بخاف النظام ـ كما يبدو من مجرد ـ ذكر صفة الرجل السابقة ـ فيحظر على الإعلام والمسؤولين، وصفه بـ"الرئيس السابق" أو "الرئيس المعزول" أو "الرئيس الإرهابي"... وكأنه إذا وصف بـ"الرئيس" على أي نحو ستتطاير أوراق تصويت المصريين له وتهجم على القصر الرئاسي لتعيده إلى كرسيه الشرعي...!!
ولا يخفى ما في كل ذلك من احتقار وإهانة للدولة المصرية وشعبها؛ لأن هذا الرجل على كل حال قد أصبح يوما رئيسا شرعيا لجمهورية مصر العربية!
وكأن مصر ـ مثل دول عربية أخرى ـ كتب على شعبها أن يعيش مقهورا، لا يستقر على حكمه إلا نذل عميل، أو عدو له قاهر مستبد، كفرعون أو هامان!!











