تصريح للدكتور بدي ابنو

تصريح

التعبئة الداخلية والخارجية لإطلاق سراح المناضل الصامد أحمدو الوديعة وكل معتقلي الرأي بشكل فوري ولامشروط

في تطورات بالغة الخطورة أقدمتْ الأجهزة الأمنية للسلطات الموريتانية القائمة منذ ساعات على اعتقال المناضل الصامد والإعلامي الكبير أحمد الوديعة في سياق ما يبدو أنه مجموعة اعتقالات تمّتْ خارج كل إطار قانوني. ولا يبد أن السلطات كلّفتْ نفسها بإعطاء الرأي العام أي تسويغ قانوني أو تقديم أي مبررات من أي نوع لهذه الاعتقالات التي تنتمي إلى عصور الأحادية السحيقة. كما لا يبدو أن السلطات الموريتانية قد استخدمتْ كذريعة ضمنية أمام الرأي العام الداخلي لتبرير هذه الاعتقالات سوى على المراهنة على الغوغائية التخوينية وعلى إثارة النعرات البدائية وعلى تأجيج الاندفاعات الهذيانية.

لا نعرف من نصح السلطات الموريتانية بالقيام بهذه الاعتقالات أو من أراد توريطها في هذه المرحلة التي لا يخفى طابعها الحرج ولكنه بالتأكيد لم يكن أمينا في نصيحته، فاعتقال المناضلين الأحرار ومضايقتهم ليس بالتأكيد أفضل خيار أمام النظام القائم.

 وكما لم تتضح ملابسات هذه الاعتقالات ولا خلفيات الإشاعات المصاحبة لها فلم تتضح بعد بشكل مؤكد ملامح الأطراف المعنية داخل دوائر الحكم التي خطّطتْ لها ولا ما هي دوافعها وغاياتها المخفية، ولكن من المؤكد أن المصلحة العامة والحرص على السلم المدني وعلى التزام مبدأ العدل والانصاف لم تكن من غاياتها.   

إننا في جميع الأحوال في مواجهة انتكاسة خطيرة في الحريات والحقوق الدستورية. وإن التعبئة الداخلية والخارجية لإطلاق سراح المناضل الصامد أحمدو الوديعة وكل معتقلي الرأي بشكل فوري ولامشروط وللوقوف استعجالياً أمام هذه الانتكاسة الخطيرة قد أصبحتْ أولوية وواجبا أخلاقيا ومواطنيا.

بروكسيل 4 يوليو 2019

بدي ابنو

خميس, 04/07/2019 - 11:47