المحور الثاني: في الدعوى والبينات عليها، والانقلاب الناعم على نظام الأغلبية الشرعي!
وسيتألف هذا المحور من جزأين هما: في الدعوى والبينات عليها؛ والانقلاب الناعم على نظام الأغلبية الشرعي.
1. في الدعوى والبينات عليها.
2. غياب أسس المحاكمة العادلة.
... وتعني المحاكمة العادلة - في ظل قوانيننا والقوانين الدولية النافذة في بلادنا- احترامَ وتطبيقَ جملةِ مبادئَ من بينها:
أ. المساواة أمام القضاء.
المحور الأول: في المحكمة: وأد القانون، وغياب أسس المحاكمة العادلة!
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا}. صدق الله العظيم.
فساد القضاء في موريتانيا لم يبدأ من اليوم، ولا حتى من الأمس القريب؛ بل كان ثمرة لانقلاب 10 يوليو 1978 واستيلاء الجيش على السلطة وسيادة التعليمات على القانون، ووأد الحق خدمة للمصالح الخاصة!
يحكى أن فتاة تسمى "دعد" كانت على غاية من الجمال والفتنة والذكاء والفطنة، فجاءها الخطاب من كل أرجاء الجزيرة العربية، وكانت تقول دوما لأبيها: يا أبت لن أتزوج إلا من أرضاه، ولن أرضى إلا من يقول فيَّ قصيدة يطرب لها سمعي ويخشع لها قلبي.
يحكى أن طبيبا هاويا أناخ ذات يوم بقوم من أهل "الڭبلة" فوجد جماعة في خيمة من بينها رجل تدمع عينه. فقال له بثقة كبيرة وحماس: "عينك مريضة وسوف أداويها فورا. أوقدوا نارا وضعوا فيها مكواة واذبحوا شاة سمينة وأحضروا آسفل" (حبل من جلود). سأل المريض الطبيب: ولماذا "آسفل"؟
2. الفتوة. وتختزل في قاموس البيظان العلم والأدب والنبل والتواضع والأناقة. وكان فاضل بهذا المفهوم فتى؛ فكان غزير الثقافة جم المعارف فصيح اللسان نبيلا وكريما ومتواضعا وأنيقا.