حين نظر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في عيون الحمالة هذا المساء كان في نظراته بعض الاعتزاز المشوب بالغبطة؛ اعتزاز من وفى بعهد قطعه قبل حوالي ست سنوات.
قبل ستة أعوام حل ضيفا على أحد البيوت في مقاطعة تفرغ زينه شيخ يربو عمره على المائة بقليل. لا يثير مظهر الشيخ الوقور انتباها استثنائيا؛ ولكنه آسر حين يتحدث، أو ينظر في صمت مخبت.
يبدو أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني متقدم فكريا على كثير من النخب. بل يبدو أن مسافة الوعي التي تفصل النخب الموريتانية عن رئيسها الهادئ جدا في تعبيراته، وقراراته، لا يمكن ردمها بغير كثير من الجهود المتراكمة.
ذهب بعض المعلقين على مقابلة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى أنه جامل فرنسا في وقت تتلقى فيه الصفعات في جنوب الصحراء، وتتهاوى صورتها في قلوب ملايين الأفارقة على طول القارة وعرضها.