والمرسل مسلم وجد نفسه دون ارادته في سجن ابدي بميلاده فى هذه الدنيا لا محيد عنه وذاك يجمعه مع هؤلاء العلماء والسلفيين بالقوة كما يقول المناطقة.
هذا السجن الذي تتحدد مرحلته النهائية بعد الموت مباشرة بدون تدخل اي قوة مهمي كانت.
اما سجن مؤبد الى ما لا نهاية فى سموم وحميم وظل من يحموم؛ واما اقامة فى مقام امين فيه ما لاعين رأت ولا أذن سمعت من النعيم الابدي جعلنا الله واياكم من ورثته.
هذا المنزل الاخير لا ينفع فيه العلماء سلطة ارسلتهم ولاينفع فيه السلفيون فكرهم الذين استنتجوه من غير وحي قراني اوسني بل ربما باجتهاد قاصر.
ولكن بما ان النصوص المتحكمة فى
المصير النهائي موضوعة امامكم وهي
هذا الوحى المنزل من الله والمبين من
رسوله صلى الله عليه وسلم فعليكم جميعا ان تنطلقوا منه؛ وقطعا ليس فيه ان الجهاد فى سبيل الله لإعلان الشهادتين يكون فى اهل الشهادتين ولكن فى اهل الشهادتين ان يقولوا سمعنا واطعنا لتكون النتيجة ما يلى:
انتهاء محنة السلفيين بالتوجه الى مكان جهادهم فى المسلمين بالنصح لأهله وصادر من اهله.
وبالنسبة للعلماء ضمان حرية هذا
النصح فى حدوده الشرعية.
ويعود الجميع الى منازلهم يرددون
قوله تعالى: ((ربنا لا تزغ قلوبنا بعد
اذ هديتنا))؛ اما انا فأردد قوله تعالى : (( لاخير فى كثير من نجواهم الا من امر بصدقة أو معروف او اصلاح بين الناس)).
وقبل الختام انبه الجميع ان موريتانيا عندها خصوصية عن كثير من الدول الاسلامية وهى ان قانونها الجنائي الاسلامي مقنن طبقا للنصوص الاسلامية وتلك حسنة لا تقدر بثمن خلفها وراءه الرئيس هيدالة اطال الله عمره ومتعه فى الدنيا متاعا حسنا واعطاه فى الاخرة ما يعطيه لمن رضي عنهم.
لقد استجاب للعلماء الذين جاءوا إليه طالبين تطبيق الشريعة فأجابهم بكلمته العسلية فى الدنيا والاخرة وهى: ( اي قانون احضرتموه انه هو الحكم الشرعي فى هذا الشعب اوقع لكم عليه ((فلم يبق على المواطنين الا النصح لأولي الامر.
فانتهز العلماء الفرصة وقننوا القانون الجنائي ومازال هو وحده المعمول به.
بمعنى انه اصبح المسؤول اخرويا شخصين فقط هما القاضى بالحكم والرئيس فى التنفيذ.