الموجة الثالثة المواجهة و جهود التلقيح

ظهر فيروس كورونا  قبل نهاية عام 2019  في مدينة يووهان الصينة ويعد هذا الفيروس من أصل حيواني يصيب الجهاز التنفسي للإنسان وهو ينتمي لفصيلة من الفيروسات الواسعة الانتشارو المعروفة بأنها تسبب أمراضاً تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الاعتلالات الأشد وطأة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس). 

سبب  هذا الفيروس مشاكل كبيرة كانت لها انعكاسات كثيرة علي الصحة العامة لمواطني العالم حيث أدت سرعة انتشاره إلي تعقيدات كثيرة تمثلت في أعداد من الوفيات  وكذالك انهيار النظام الصحي المعروف بجودته في بعض الدول، وفشله في مجابهة هذا الفيروس.

أحمد كان مصابا بكورونا وقد تعافى منه مؤخرا قال في تصريح: "أصبت بعدوى منذ مايقارب شهرين  لكن لم اعاني من أعراض شديدة فقط أحسست بعدم قدرتي على تذوق أي طعم، لم تعد حاسة الشم تعمل عندي وبعض الزكام.

ويضيف "حين ذهبت لإجراء الفحص أخبروني أني مصاب بكورونا وأنه يجب أن أحجر نفسي عن الناس و آخذ بعض أدوية الزكام لمدة خمسة عشر يوما والتزمت بالتعليمات وحين أجريت الفحص الثاني كانت النتيجة سلبية لله الحمد".

الدكتور محمد محمود أخصائي علم الأوبئة والبيوتكنولوجيا قال في تصريح خصنا به إن أبرز  المشاكل التي تعيق القضاء علي الفيروس يمكن إجمالها في النقاط التالية:

- سرعة انتشاره بين الناس مما سبب إرباكا لدي السلطات في المعالجة والتكفل وخاصة المرضى الذين يتم حجزهم في المستشفيات.

- غياب دواء نوعي وفعال لعلاج الأعراض التي يسببها هذا الفيروس.

- غياب لقاح فعال لهذا المرض.

وأضاف: "الأخطر من ذلك ظهور متحورات جديدة سريعة الانتشار وهي المسب الأساسي لظهور الموجات الأولي والثانية والثالثة وكل موجة من هذه الموجات كانت أعنف وأشد فتكا من سابقاتها".

وأشار الدكتور إلى أنه بالنسبة لإجراءات مكافحة الموجة الثاثالثة في موريتانيا فتبدأ باحترام وتطبيق الإجراءات الإحترازية وعدم التساهل معها وعدم التساهل أيضا في تطبيقها.

وأكد أنه يجب على السلطات المعنية إطلاق حملات تحسيسية متعددة القطاعات للتحسيس حول خطورة المرض وعدم التساهل في تطبيق إجراء الحماية.

وأردف أن تسريع عمليات التلقيح بالنسبة للفئات الأكثر عرضة لمضاعفات المرض وإدراج فئات جديدة للإستفادة من تسارع عمليات  التلقيح للحد من الإصابة وكذالك سرعة العدوي وكسر وتيرة تسارع المنحي الوبائي أمور ستساهم في الحد من انتشار الوباء.

وقال أخصائي أمراض الأوبئة إن من ما يساعد في الحد من انتشار الوباء التكفل التام وسرعة علاج المصابين خصوصا الفئات الهشة مناعيا وأصحاب الأمراض المزمنة لنقص أعداد  الوفيات الناتجة عن هذه الموجة.

وتميزت الموجة الثالثة من كوفيد 19  بظهور سلالة تسمي Delta وهي سلالة عنيفة سريعة الإنتشار كان أول ظهور لها في دولة الهند.

أما في موريتانيا فلا تزال الموجة الثالثة في بداياتها حيث تميزت بتصاعد عدد الإصابات اليومية الذي كان في حدود الثلاثين حالة يومية حيث قفز الي  ستين حالة ومن ثم الي أكثر من 150 حالة مع تصاعد عدد  الوفيات و تباطئ عمليات التلقيح وعدم احترام الإجراءات الإحترازية.

ومن المتوقع أن تشهد موريتانيا  تصاعدا جديدا في أعداد الإصابات و الوفيات  بحسب العالمين في المجال حيث أن عمليات التلقيح لم تتجاوز 4% في المتوسط بالنسبة للجرعة الأولي وبالنسبة للجرعة الثانية لم تصل بعد الي المعدل الموازي الذي يجب أن تكون  عليه عند تفشي هذه الموجة الخطيرة.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.

عيشة لالة جار الله

اثنين, 26/07/2021 - 23:06