ثقافة الاختلاف ليست بالضرورة مدعاة إلى الخلاف

خالد مولاي ادريس

عزيزي المدون عزيزتي المدونة .
.......
تعد وسائل التواصل الاجتماعي نعمة من نعم الله التي من بها علينا .بغض النظر عن مصدر هذه المنة والنعمة .
فاجإبيتها تكمن بطريقة استخدامها وتوظيفها .فالبعض منا يرى ان هذه المساحة التفاعلية وبالا علينا وآخرين يرونها نعمة وفرصة لبث آراءهم و افكارهم للتواصل مع الاخر .
لكن طبيعتنا وتركيبنا بل وحتى نشاتنا وطريقة تربيتنا تتدخل بطريقة استخدامنا لهذه الوسيلة المهمة .
ففكرك الذي تحاول ان تطرحه من خلال هذه الوسيلة . ورؤيتك الثقافية ومخرجات عقلك الجمعي ليس عليه ان بالضرورة ان يتطابق مع فكري او فكر الاخر .فما قد يكون يقينا عندك سيدي المدون وقناعة راسخة قد يكون عند الاخر هو نقطة الشك .
وطريقتك لاقناع هذا الاخر لا يمكن ان تتاتى من خلال بناء القلاع و التخندق بل يجب ان تكون من خلال بناء الجسور للعبور الى هذا الاخر والذي يمتلك تاريخا مختلفا عنك وآليات تفكير تجعله يفكر بطريقة مختلفة .
عزيزي عزيزتي
ان ثقافة الاختلاف ليست بالضرورة مدعاة الى الخلاف . بل هي اثراء لنا كبشر وحث لنا على الاخذ بعدة طرق للتطور و البحث و التفكير بطرق مختلفة واحيانا غير مترابطة .
فانا لن اكون انت وانت لن تكون انا .فبرغم من النشاة الجينية التي تجمعنا في الخلقة ليس يالضرورة ان تجمعنا في آليات التفكير و التحليل و المنطق .

فلا داعي ان ترهق نفسك بمحاولة لي اختلافي معك كل يوم كي اشبهك . صدقني سنكون انا وانت مملين لبعضنا البعض وستكون حياتنا رتيبة وبلا طعم فسر الحيوية التي نعيشها انا وانت يكمن في اختلاف لون بشرتنا وافكارنا وميولنا و اذواقنا .
فلا تحاول ان تجعلني نسخة منك وتكرر نفسك و انا بدوري لن احاول فانا استمتع بك كما انت فانت اثراء لي واثراء لنمط حياتي واعيش معك كل يوم بطريقة مختلفة .
عزيزي عزيزيتي .
حينما نشخص النقاط التي تجعنى واياك مختلفين فلن تتعدى عد اصابع اليد وحينما تتلمس ما يجمعنا فلن تدرك لا حجمه و لا مساحته .فلماذا نحشر انفسنا داخل اصابع يد بينما نحن لدينا السماء .

أربعاء, 23/05/2018 - 15:28