وفد أمريكي ينهي زيارته لموريتانيا

الشيخ معاذ سيدي عبد الله

توني بلير الذي لم يعرف موقعنا يوما على الخريطة هاهو يتذكر أن هناك بلدا اسمه موريتانيا ...
وانتظروا بعده وفودا أروبية وصينية و ....

أيكم يتذكر سلسلة تدوينات نبهت فيها إلى خطورة الثروات الكبرى، عندما تحول بلدانها إلى وجهة للدول العظمى .. سلما أو حربا ..
ونبهتُ إلى أننا بحاجة لخلق مناخ من السكينة والمصالحة حتى لا نفتح ثغرة في جدار وحدتنا سيكون منفذا لتدخلات أجنبية كارثية على بلدنا وشعبنا، لا قدر الله..

الآن بدأ العالم ينتبه لنا وستكون كل الطرق مؤدية لنا، سواء كانت طرق تعاون واستثمار أو طرق مؤامرات ودسائس ..
وغازنا الذي يسيل له لعاب القوى العظمى يوجد في منطقة حساسة، ويشترك معنا فيه بلد بيننا وإياه ثارات وحزازت وجراح لما تندمل رغم الابتسامات والاحضان والزيارات...

فلماذا في هذا الظرف والتوقيت بالذات نمهد الطريق أمام هذه القوى المتوثبة لخلق شماعة لتدخلها وربما - لا قدر الله- ألهبت المنطقة حتى تتولى هي تسييرها وتدخلها باعتبارها قوة سلام ..

كنت أعتقد أن بيرام قد تغير في خطابه وفي تعامله مع الأحداث، بعد سلسلة تصريحات متفائلة تلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة .
لذا كان غريبا جدا حديثه في جنيف، وصادما أن يصدر منه وفي هذا التوقيت وبعد أن أصبح رقما سياسيا هاما، حديث عن أشياء لا وجود لها مثل نظام ( الابارتايد)...
يعرف الغرب وتعرف سفاراته ومخابراته ويعرف أهل جنيف أن لا وجود لهذا النوع من التمييز العنصري في موريتانيا.. ولكنه قد يتغاضى عن كل ذلك في سبيل خلق بؤرة توتر تبرر تدخله ...

علينا أن نتذكر أنه في الوقت الذي يسقط فيه الوطن في أيدي الآخر لا مجال آنئذ للحديث عن اللون أو العرق أو الامتياز..
كلنا حينها مُستعبدون وخونة وعملاء .. والأمثلة كثيرة من البلدان التي دمرها بعض أبنائها وجاؤوا مع المحتل على ظهور الدبابات وفي أول انعطافة تخلى عنهم ولفظتهم الشعوب ودمغهم التاريخ ..
موريتانا لنا جميعا .. ومشاكلنا لن يحلها غيرنا .. وفي هذا الظرف الدقيق نحن بحاجة للتكاتف وتغليب مصلحة الوطن على مصلحة الأفراد ..
اللهم هل بلغت ؟.. اللهم فاشهد ...

خميس, 20/02/2020 - 08:29