العادة والسعادة

شحادة العمري

بسم الله الرحمن الرحيم
              العادة والسعادة
  الحمد لله الذي أسعدنا بالإسلام وأنعم بها من سعادة ، والصلاة والسلام على أسعد الخلق سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي تصلي عليه الملايين في كل لحظة في العالمين لقوله تعالى:
( ورفعنا لك ذكرك) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً ، وبعد:

 فإن الفرق بين كلمتي ( عادة وسعادة)  زيادة حرف السين 
في كلمة (سعادة ) وحذفه من كلمة ( عادة )
العادة : اسم عام  يعبر به عما اعتاده الناس في سلوكهم  
ولكل إنسان عادة 
منها الحسن ومنها القبيح
والحق أن الحسن  والقبح إنما يضبطان بالشرع عندنا لا بالعقل كما زعمت المعتزلة
أما السعادة  فليس فيها حسن وقبيح ؛ لأن السعادة هي الطاعة لله تعالى والإخبات له سبحانه وتعالى في كل حال وفِي أي حال وفِي جميع الأحوال
فكأني بحرف السين  في كلمة ( سعادة) هو شعار كلمة الإسلام
فإذا تقدم على العادة أصبحت سعادة لأن العادة في الاسلام منقادة للشرع الحكيم
إذن يصبح صاحب العادة في سعادة
من الواجب علينا أن نجتهد لتكون عاداتنا في ضوء الإسلام عندئذ 
تصير عاداتنا سعادة فنسعد بالدنيا بطمأنينة القلب وفِي الآخرة في مقعد صدق عند مليك مقتدر

  نعم ، قد تهجم علينا بعض المنغصات فإذا وجدت تسلل الشيطان ليوسوس فإذا استجبنا لنصائحه أسقط حرف السين لنعود إلى العادة ثم يتربع على قلوبنا لنقع في الشقاوة المضادة للسعادة وعندئذ يفرح الشيطان
أيها المؤمنون وأيتها المؤمنات 
  علينا أن نفقه معنى قوله تعالى 
( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) 
( لنا) فيها دلالة أن الخير والشر فيما نراه هو خير لنا في كل حال
( لها ما كسبت) من خير
( وعليها ما اكتسبت) من شر
أما ( لنا) فدلت على سعادتنا إذا آمنا بأن كل ما يصيبنا إنما هو خير لنا ونحن لا نعلم ما قدره الله تعالى
اللهم اجعلنا من أوليائك العارفين 
واحفظنا من عبث العابثين 
واقبضنا إليك طائعين ولعدوك قاهرين
اللهم آمين
         أخوكم / شحادة العمري
    أستاذ التفسير بجامعة اليرموك  / إربد/ الأردن
ليلة الاثنين 
٢٤/٢/٢٠٢٠

اثنين, 10/02/2020 - 19:55