صحيفة Lemonde: G5 تتطلع بفارغ الصبر لتحقيق انتصار على الإرهاب

تعهّد المانحون الدوليون للساحل بتسهيل الإجراءات للسماح بتدفق المساعدات بسرعة أكبر إلى المنطقة. تهب الرياح الرملية الكثيفة على نواكشوط مما يؤدي إلى تشويش الرؤية ومنع هبوط عدد من الطائرات دون اعتبار لأهمية الشخصيات التي تصل مطار نواكشوط.

استضافت العاصمة الموريتانية أمس قمة رؤساء مجموعة الخمسة للساحل وهي المنظمة التي تضم إلى جانب البلد المضيف كلا من مالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد وتخوض حربا ضد الجماعات الجهادية النشطة في المنطقة.

ولدت المجموعة هنا قبل ست سنوات وما زالت نجاحاتها، سواء في مجال الأمن والتنمية، غير مرئية إلى حد كبير.

تنعقد قمة نواكشوط بعد أكثر من شهر من الاجتماع الذي عقد في بو في 13 يناير والذي مكّن من توضيح العلاقة بين بعض الدول الأعضاء في المجموعة وفرنسا بالإضافة إلى الإعلان عن تركيز العمليات العسكرية على منطقة الحدود الثلاثية بين النيجر ومالي وبوركينافاسو، حيث تتركز الهجمات الآن. ويحضر القمّة بشكل خاص وزيرا الخارجية الفرنسي والإسباني واختتمت القمّة ببيان يؤكد على استعجالية الوضع في المنطقة. في عام 2019 قتل 1500 جندي من المنطقة و 4000 مدني.

وإذا كانت هذه القمة اجتماعا سنويا اعتياديا للمجموعة يهدف إلى تقييم الإجراءات المتخذة ونقل الرئاسة الدورية من رئيس بوركينافاسو مارك كريستيان كابوري إلى الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني؛ فقد انعقدت في وقت تم فيه تسجيل تطورات هامة في الأسابيع الأخيرة.

فجميع الجهات الفاعلة، مثل أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، تعترف بأننا "لا نكسب الحرب" وقد اتخذت مبادرات لمعالجة الوضع.

في مواجهة "الحاجة الملحة لتحقيق انتصارات ضد الإرهاب"، التي ذكّر بها موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي؛ أعلنت فرنسا عن زيادة عدد جنودها على الأرض لتنتقل قوة "برخان" من 4500 إلى 5100 رجل.

تم إنشاء قيادة مشتركة بين القوات الفرنسية والساحلية في نيامي عاصمة النيجر. وأعاد الجيش المالي تشكيل صفوفه بعناصر من المتمردين السابقين في منسقية حركات أزواد كما عاد إلى كيدال، في الشمال، بعد حوالي ست سنوات من طرده منها.

 

ومؤخرا  أعلن رئيس مالي إبراهيم بوبكر كيتا عن استعداده للحوار مع الزعماء الجهاديين في بلده من أجل "استكشاف جميع الخيارات لإحلال السلام".

في باريس كما هو الحال في الدول الأخرى الأعضاء في مجموعة الساحل يتم الحكم على هذه اليد الممدودة بحذر في أحسن الأحوال. "الحوار؟ ولكن كيف يمكننا أن نتحاور مع الجزارين؟ يجب القضاء عليهم يقول وزير تشادي. يذكر جان إيف لو دريان وزير الخارجية الفرنسي أن "القانون المالي يحظر الإفلات من العقاب"، متجاهلا الأسس الموضوعية لمثل هذا الحوار.

إذا تمكنا من قتل إياد أغ غالي أو أمادو كوفا فسنفعل ذلك، يقول دبلوماسي فرنسي.

في الواقع لم تتباطأ العمليات العسكرية فقد أعلنت النيجر أنها "حيّدت 120 إرهابيًا" في 1 فبراير في عمل مشترك مع قوة "برخان" في منطقة تيلابيري.

كما قام الجيش الفرنسي بعدة عمليات في منطقة موبتي، في وسط مالي، بين 9 و 17 فبراير. كما تم "تحييد" حوالي 50 مقاتلاً جهاديًا مرتبطين بـ "أمادو كوفا" من كتيبة ماسينا أو الدولة الإسلامية، وفقًا لأفراد القوات المسلحة.

وتعد المنطقة التي تلتقي فيها حدود مالي وبوركينا فاسو والنيجر الآن من الأولويات لكن تركيز الجهود العسكرية على منطقة جغرافية يثير قلق البعض خشية أن يستأنف المقاتلون الإسلاميون استراتيجية تجنبهم العمل العسكر من خلال الانتقال إلى بلدان أخرى أو مناطق جديدة.

وبالتالي يشير مصدر مالي رسمي إلى أن "بعض الجماعات ظهرت بنسب غير اعتيادية في مناطق لم تكن حاضرة فيها كما هو الحال في مناطق خاي ونيورو بالقرب من الحدود الموريتانية".

وقد حقّقت قمة نواكشوط بعض التقدم على الصعيد التنموي. فقد قرّر المانحون تسهيل إجراءاتهم من أجل السماح بتسليم الأموال المعلنة بشكل أسرع. من بين 11.6 مليار يورو التي تم حشدها لصالح تحالف الساحل وهو الهيكل الذي من المفترض أن يجسد رابط الأمن بالتنمية والذي تم إطلاقه في عام 2017 تم صرف 5 مليارات يورو فقط حتى الآن.

"علينا أن نكيف نموذجنا التشغيلي مع المناطق الهشة مما يستلزم إجراءات أكثر مرونة وسرعة"، يقول ديارييتو جاي مدير الإستراتيجية والعمليات في البنك الدولي في إفريقيا.

فيما قال وزير بوركينابي طلب عدم الكشف عن هويته "بسبب الشروط المفروضة علينا فإن السكّان لا يرون أيًا من الإعلانات تؤتي ثمارها الأمر الذي دفعهم لليأس".

ويجيب جان إيف لو دريان الذي ترأس أول جمعية عامة لتحالف الساحل يوم الثلاثاء: "لم تعد الحاجة ملحة لتعبئة الأموال بل لتنفيذ المشاريع". وبلهجة دبلوماسية، حث رؤساء دول مجموعة الساحل "جميع الشركاء على بذل المزيد من الجهد في صرف المبالغ التي يعلنون عنها."

ترجمة الصحراء

لمطالعة الأصل اضغط هنا

أربعاء, 26/02/2020 - 13:42