توقّع خبير اقتصادي موريتاني أن يشهد العالم، خلال الأسابيع المقبلة، أزمة في سوق المواد الغذائية بسبب جائحة كورونا الذي سبّبت إحجاما عن التصدير لدى بعض الدول المصدرة وفتحت شهيّة دول أخرى على الاستيراد بكميات كبيرة داعيا الحكومة الموريتانية إلى إطلاق خطة استعجالية كبرى لمواجهة هذه الوضعية.
الخبير الاقتصادي محيي ولد سيدي بابه نشر دراسة عن تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي، قائلا إن كثيرا من الخبراء الاقتصاديين يتوقعون أن العالم سيواجه كسادا على مستوى الكساد العظيم في العشرينيات من القرن الماضي. حيث يتوقع أن يتراجع نمو الناتج الإجمالي الأمريكي بنسبة 30 بالمائة سنة 2020 ويتجاوز معدل البطالة 25 بالمائة، والأسواق المالية بدأت في تحطيم أرقام الهبوط القياسية لسنة 2009، وفق ما جاء في الدراسة.
وفيما يتعلق بأسواق المنتجات الزراعية العالمية فإنها تعرف استقرار قد لا يستمر طويلا في ظل تقارير تتحدث عن إحجام بعض المصدّرين عن تصدير منتجاتهم وكذلك طلبيات كبيرة لبعض الدول قد تتسبّب في القريب إلى وصول هذه المنتجات لأرقام قياسية في الصعود، حسب ولد سيدي بابه، مضيفا أن هذه الأسواق مهمة لبلدان كموريتانيا تعتمد على الاستيراد لتوفير حاجياتها من المواد الغذائية.
واقترح من أجل مواجهة هذه الوضعية أن تقوم الحكومة بإطلاق خطة استعجالية كبرى بمليار دولار أمريكي تستهدف توفير المخزون الكافي للبلاد من المواد الغذائية طوال فترة الحجر الصحي وتوزيعها على المحتاجين الذين ستستفيدون أيضا من تحمل تكاليف الماء والكهرباء عنهم. وفي فترة ما بعد الحجر الصحي تكون هناك مرحلة تهدف لتحقيق الاستقلال الغذائي وخلق القيمة المضافة من خلال الصناعة والتركيز على قطاعات التعليم والصحة.