طفح الكيل

مغلاها منت الليلي

تكرر الحوادث في نفس الحيز المكاني، قرب بتلميت؛ وتواصل سقوط الضحايا لليوم الرابع -على التوالي- أمر يستدعي على الفور تشكيل "لجنة أزمة" على أعلى مستوى، تضم قطاعات التجهيز والدرك وأمن الطرق، بإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية، للتحقيق في لغز "برمودا" طريق الأمل، والعمل على تدارك الوضع المأساوي بأقصى سرعة... فلا يعقل أبدا أن يظل الجميع يتفرج على فصول هذه "المجزرة" دون أن يحرك ساكنا!! 
كلنا مؤمنون بالقضاء والقدر، و بأن لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وموقنون بأن الموت حق، ولكل أجل كتاب... لكننا أيضا مطالبون بعدم الإلقاء بالأنفس للتهلكة، ومسؤولون عن حفظ هذه الأرواح، ومأمورون شرعاً بالأخذ بالأسباب!
لو كان ما يناهز الأربعين قتيلاً وعشرات الجرحى من ضخايا الحوادث الأخيرة؛ سقطوا نتيجة غارة جوية من عدو محتمل، هل كنا سنبقى مكتوفي الأيادي؟!! بالطبع لا!! بل لتحركت آلة الحرب، ولخرجت المقاتلات من مخابئها صدا للهجوم وذودا عن حمى الوطن ودفاعا عن المواطن!! ولو كان مقتل هذا العدد من المواطنين، أو نصفه، أو ثلثه، جراء وباء اجتاح البلاد لا قدر الله، هل كنا سنكتفي بترديد أنه "قضاء وقدر" وبأن لا حيلة في اليد؟؟!! لا أظن!! مع إيماننا العميق بالقدر، خيره وشره، بل كان سيتم -في تقديري- اتخاذ إجراءات استعجالية للتصدي للكارثة والتعامل معها بما يلزم!! 
أما وقد اتفقنا -نظريا على الأقل- على استحالة التزام الحياد في المثالين السابقين، لأسباب جد موضوعية، فدعونا نسال : ما الفرق بين تينك الحالتين وما يجري حاليا على طريق الأمل ناحية بتلميت؟؟؟ أليست هذه الحوادث -في النهاية-مزهقة للأرواح؟ مهلكة للأنفس؟ مدمية للقلوب؟؟؟
فماذا ننتظر لبدإ تحقيق جاد في أسبابها الحقيقية؟! ومن ثم الشروع الفوري في تنفيذ حل جذري يمكن من وضع حد نهائي لمأساة شبت عن طوق التجاهل!!!

.................................

نقلا عن صفحة الكاتبة

اثنين, 06/08/2018 - 14:04