كواليس المؤتمر الصحفي للرئيس البارحة بقصر المؤتمرات

 

عقد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مؤتمرا صحفيا مساء الخميس بقصر المؤتمرات في العاصمة نواكشوط.

المؤتمر الصحفي تم التحضير له من طرف حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، وجرى بحضور الوزير الأول يحيى ولد حدمين ورئيس حزب الإتحاد سيدي محمد ولد محم ووزراء: الدفاع، المالية، النفط، الإسكان والأمينة العامة للحكومة وقياديين ونشطاء في حزب الإتحاد، ومرشحين من طرف الحزب خلال الإستحقاقات المرتقبة.

المؤتمر الصحفي بدأ بكلمة لرئيس حزب الإتحاد رحب فيها بالحضور، ليحيل الكلام إلى الرئيس ولد عبد العزيز، الذي تقدم بدوره بالشكر إلى الصحفيين والمدونيين على حضور المؤتمر الصحفي للرد على التساؤلات،متقدما بالشكر إلى سكان الولايات المزورة، على الإستقبالات التي خصصوها له.  خلال تلك الزيارات الأخيرة.

وقد تناول المؤتمر الصحفي، العديد من القضايا، فرفض التعليق على بيان رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو، قائلا  إنه لن يرد على ما يصدر عنه من تصريحات أو رسائل، لأنه لا يراها تستحق الرد، وهي ضمن ما ينشر، ويقرؤه البعض، والبعض لا يهتم به، مشددا على عدم وجود تصفية حساب شخصية بينه معه الرجل.

وأعلن ولد عبد العزيز أنه سيستخدم كل الوسائل المشروعة، من أجل الحصول على أغلبية برلمانية خلال الإنتخابات المرتقبة، كما سيعمل على منع أحزاب المعارضة من الحصول عليها أو دخول البرلمان.

وقال ولد عبد العزيز: "لقد تحدثت كثيرا عن قضية المأمورية الثالثة، ونحن هنا للحديث عن الانتخابات، لن أعدل الدستور من أجل المأمورية الثالثة، وقد أكدت ذلك في أكثر من مرة". مؤكدا  أنه إن كان قد طلب من المواطنين التصويت لصالح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في الانتخابات التشريعية من أجل الحصول على أغلبية ساحقة، فذلك لا يعني بالضرورة سعيه لتعديل الدستور للحصول على ولاية رئاسية ثالثة".

ونبه ولد عبد العزيز أنه: "لا مانع أن تحدث تعديلات دستورية، إذا كانت لدينا أغلبية مريحة قد تحدث عن طريق الجمعية الوطنية، أو عن طريق الاستفتاء الشعبي، وإذا كان الأمر ضروريا".

ولد عبد العزيز قال خلال المؤتمر الصحفي: "لن نتخلى عن الشعب الموريتاني فأنا مواطن موريتاني ولدي إحساس بالوطنية وبالمسؤولية سواء كنت رئيسا أو رئيسا سابقا أو مواطناً عاديا".

ونبه إلى أنه لا علم له: "بفقرة في الدستور تمنع رئيس الجمهورية من القيام بحملة للحصول على أغلبية مريحة في البرلمان".

وقال ولد عبد العزيز إنه "من غير المعقول أن يكون هنالك رئيس ويبقى مكتوف الأيدي أمام انتخابات ستنتهي بعدم حصوله على أغلبية، لأنه لن يكون قادرا على تمرير أي شيء".

وأكد ولد عبد العزيز أن مبدأ فصل السلطات "نظري"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد رئيس إلا ويبحث عن أغلبية تمكنه من تمرير برامجه ومشاريعه"، مضيفا القول: "لا يمكنني أن أكون على نفس المسافة من جميع الأحزاب، وغير وارد وغير منصف وغير مقبول ولن أقوم به"

ونفى ولد عبد العزيز، أن يكون يسعى لإجراء تعديلات دستورية تفضي إلى اعتماد النظام البرلماني في موريتانيا.

وقال الرئيس عزيز إنه هو من أمر بوقف الدعم المادي للصحافة على مستوى المؤسسات العمومية، نظرا لكون بعض الموظفين كانوا يستخدمونه بطريقة فوضوية ومن أجل تلميعهم، وأنه طلب من الصحفيين تنظيم أنفسهم وتقديم مطالب مشروعة والدولة مستعدة لتلبيتها، وقال بأن نظامه منح الحرية التامة للصحافة تقول وتكتب ما تشاء دون أي تضييق.

وتحدث ولد عبد العزيز عن طريق نواكشوط-روصو، فقال إنه تم الإتفاق مع الإتحاد الأوروبي على إعادة ترميمها وستتم مباشرة ذلك قريبا ونفس الشيء يتعلق بطريق "|لأمل". معلنا أنه إستدعى قائد الدرك الموريتاني إلى مكتبه حول حوادث السير التي عبر عن أسفه عليها، ونبهه لضرورة إتخاذ القطاع مسؤولياته تجاهها، وتبعا لذلك يقول عزيز تنتشر عدة نقاط تفتيش تابعة للدرك على طريق نواكشوط-بوتلميت.

ولد عبد العزيز تحدث عن مجموعة دول الساحل وعن أهميتها، منبها إلى تولي موريتانيا قيادة قوتها المشتركة.

كما تحدث عن قضية الهجوم الذي تعرضت له وحدة من الجيش الموريتاني، فقال إن الأمر يتعلق بسيارتين كانتا تقومان بمهمة أمنية، فتمت مهاجمتهما من طرف عنصر "معادي" لم يحدده، لكن تحدث عن إصابة جنود موريتانيين خلال الهجوم ومقتل إثنين من المهاجمين.

وتحدث ولد عبد العزيز عن الوضعية الأمنية التي أعتبر أنها في وضعية جيدة.

ونبه ولد عبد العزيز إلى أنه قام بجولاته الداخلية، إنطلاقا من كونه رئيس للجمهورية وله الحق في إستخدام وسائل الدولة خلال هذه المهمة، نظرا لكونها رسمية.

وقال الرئيس عزيز انه لا توجد حدود بين أحزاب الإسلام السياسي والمتطرفين الذين يحملون السلاح وان الشخص منهم يكون سياسيا بربطة عنق لأجل الوصول الى السلطة وحين يفشل فى ذلك يتحول الى متطرف يحمل السلاح.
وأضاف ولد عبد العزيز ان الأحزاب التى وصفها بالمتطرفة تعمل كشبكة واحدة وخربت دول عربية خلال الثورات العربية.

ولد عبد العزيز قال إن حزب "تواصل" لا توجد بينه أية إتفاقيات سرية أو جهرية مع نظامه، وأنه يقوم بأنشطته بحرية دون تضييق.

الرئيس عزيز، قال إن هناك جزء من المعارضة، عبارة عن بقايا الأنظمة السابقة، لهذا أنصح الشعب بعدم إنتخابهم، لأنهم أثبتوا فشلهم، ولا يملكون أي برنامج لتنمية البلد، ودورهم ينحصر في انتقاد النظام، والكتابات، والشعارات "ونحن دورنا البناء، والتنمية، وكلنا يحترم للآخر دوره". مضيفا أن هناك جزء آخر من المعارضة هو: "معارضة متطرفة لكن تطرفها يكمن في اتخاذها من الشعارات العنصرية ذريعة، ووسيلة للسلطة، وادعاء وجود العبودية في البلد، رغم أن بعضهم بلغ من العمر ستين، وسبعين سنة ولم يتحدث عن العبودية والعنصرية إلا مؤخرا، عندما ظن أن بإمكانه استغلال ذلك لتحقيق مآرب سياسية شخصية".

وقال ولد عبد العزيز، إن قضية رئيس حركة "إيرا" بيرام ولد اعبيدي تتعلق بشكوى تقدم بها منه صحفي، وليست للسلطة علاقة بها، وهي قضية أمام القضاء ولا دخل لهم فيها.

وأوضح ولد عبد العزيز، أن ما أنجز في قطاعات المياه والكهرباء والبنى التحتيةـ التي ينبغي أن تكون موضع اهتمام المواطن لأنها تمس حياته اليومية، دون غيرهاـ يضاعف عشرين مرة ما تحقق منذ خمسين سنة من الاستقلال.

واستعرض ولد عبد العزيز في هذا الصدد استكمال مشروع آفطوط الساحلي وتزويد مدينة مكطع لحجار بالماء الصالح للشرب انطلاقا من حقل بوحشيشه في ألاك ومشروع آفطوط الشرقي لتزويد منطقة مثلث الأمل بالماء الشروب انطلاقا من فم لكليته وهي المناطق التي عانت لفترة طويلة من العطش ،ومشروع تزويد مدينة سيلبابي بالماء الصالح للشرب انطلاقا من كوراي، ومشروع اظهر العملاق لتزويد ولايتي الحوض الشرقي والحوض الغربي بالماء ومشروع توسعة تزويد مدينة كيفه بالماء الصالح للشرب لمدة خمسة عشر سنة مع مشروع موازي لجلب المياه من النهر لتسوية مشكل المياه بشكل نهائي علاوة على مشروع تزويد المدن الشمالية عبر مد أنابيب لجلب المياه من نهر السنغال بعد اكتمال الدراسة.

وقال إن هذه الانجازات تقدم حلولا نهائية لمشكلة التزود بالماء الصالح للشرب بصورة نهائية بنسبة 90%.

وفي مجال الكهرباء قال الرئيس عزيز، إن وضعية البلد تعتبر مريحة في هذا المجال وهناك مشاريع قيد الإنجاز لربط جميع مدن البلاد بخطوط الطاقة الكهربائية بحيث تصبح الكهرباء المنتجة في نواكشوط تنتقل مباشرة إلى ازويرات والكهرباء المنتجة في بولنوار تنتقل إلى النعمة وهناك ربط بين الخط عالي الجهد بين نواكشوط و نواذيبو ونواكشوط وزويرات ونواكشوط وبوتلميت وربط هذه الأخيرة بالنعمة مرورا بالمدن الواقعة على طريق الأمل والنعمة وانبيكت لحواش وآمرج.

وفي مجال الطرق قال ولد عبد العزيز أن الحكومة أنجزت 20% من طريق نواكشوط روصو والبقية تتولى انجازها شركة أجنبية بدأت العمل بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

المؤتمر الصحفي إستمر أكثر من ساعتين، وفتح الباب خلاله لكل الصحفيين الراغبين في طرح أسئلة، وذلك سابقة في المؤتمرات الصحفية، حيث كان يتم تحديد التوقيت وعدد المتدخلين، فيما لوحظ أنه نظم تحت حراسة أمنية مشددة، حيث تم تطويق قصر المؤتمرات بعشرات السيارات التابعة لكتيبة الأمن الرئاسي ووحدات من الشرطة و"تجمع أمن الطرق".

ميادين

 

 

خميس, 30/08/2018 - 09:32