كيف نفهم الإسلام - ونحن نتبع سنن من قبلنا ( الحلقة 41 المقال الخاص بالموضوع 5)

محمدّو بن البار

من المعلوم أن هذ العنوان مبناه التحذير الضمني في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم لأمته من اتباع سنن الذين من قبلنا، وقد عينهم هو صلي الله عليه وسلم بأنهم اليهود والنصاري ومعلوم كذلك أن هذا الاتباع الذي حذرنا منه يعني به خطورة سلوكنا لحياة من قبلنا، وهذه الخطورة ستظهر أمامنا فور مفارقتنا للحياة.

فالإنسان ما زال حيا إذا كانت معصيته فيها كبر أي إظهار كبرعلى الله وعلى الانسان من أي شخص فإن الله يقصمه في الدنيا قبل أن يميته إماتة عادية ليظهر فيها للناس أن الإنسان مهما بلغ من الملك الدنيوي والطاعة له من الجميع – فإن الله لم يخلقه إلا ضعيفا في الحقيقة لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.ففى الحديث القدسى الكبرياءردائ والعظمة ازاري فمن نازعنى: ففى رواية ادخلته ناري وفى رواية قصمته ولا ابالى

وقد جسد الله فعله هذا لأهل هذا النوع من المعصية في شخصية قارون وفرعون وهامان، وقد شاهدنا نحن فعل الله في هذا النوع من أمة محمد صلي الله عليه وسلم.المتكبرين الطغاة.

فالجميع يعرف أن ارتكاب الشخص لحرماتالله كثير وقوعه ومنه الموبقات ولكن الله

يفرق بين عقوبة المتكبرين فيهلكهم علانية فى الدنيا ويؤخر الاخرين الي يوم تشخص فيه الابصار الى اخرالاية .

فمتاع الدنيا كلهاسراب بقيعة

 يقول تعالى {{زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين}} إلى آخر الآية التي ختمها بقوله {{ذلك متاع الحياة الدنيا}} وقال في آية أخرى أن متاع الدنيا قليل:{{وما متاع الدنيا في الآخرة إلا قليل}}.

فكما يعلم الجميع

فكم كان في عداد المسلمين من أمة محمد صلي الله عليه وسلم من طاغية أخاف الناس وخافته الناس وتكبر وتجبر وبعد قليل رأته الناسراي العين وهو يموت في أسوأ حالة لا تقع للمسكين الذي لا يريد علوا فى الارضولا فسادا .

اذن :التكبرنوعان نوع يظهر للانسان فى الدنيا معاملة الله لاهله وقدتقدم انه تكبر على اوامر الله واظهار ذلك للناس

وتكبر على اوامر الله بعدم فعلهابمعنى امتناع الانسان عن فعل ما امره الله به جهلا اوتجاهلا اوعنادا مثل تكبر ابليس عليه لعنة الله .

فالمتكبرون من الأمم السابقة قصمهم الله بعذاب من عنده مباشرة كما هو المثال أعلاه، وأما متكبرو أمة محمد صلي الله عليه وسلم فيقصم المتكبرين منهم بما جاء في سورة الأنعام يقول تعالي:{{ قل هو القادر علي أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض}} كما شاهده الجميع في موت بعض الطغاة.وهذا كله يعني أن متاع الحياة الدنيا بالنسبة لأي إنسان مهما كان وضعه في الدنيا لا يعول عليه لأن الله جعل كل حياة الدنيا مهما طالت مثل ما يعطي للتلميذ من تحديد الوقت ساعة الامتحان التي لا يترك فيها تجاوز دقيقة واحدة يقول تعالي:{{ هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا}} وفي نفس الوقت {{إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}}.فتكبر طغيان الشيطان بعدم امتثاله لاوامر الله

فالطغيان المادي جهارا نهارا علي مخالفة أوامر الله بدون أي نية في الرجوع عنها،هو نفسه طغيان حكام المسلمين ومن شايعهم من امة محمد صلى الله عليه وسلم مثل القضاة والمحامين وكل مسلم قلد فى حياته من قبلنا تاركا احكام القران تتلى عليه واحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه يقو ل له تعالى ((وان احكم بينهم بما انزل الله

ولاتتبع اهواءهم ويقول تعالى وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله.))

فيقول لسان حال قولهم وفعلهم فان اختلفنا تحاكمنا على دستورنا وهواقدس مرجع لامتنا فى الاتباع فان لم نجدفننظر مقابله من دساتير من قبلنا اليهود او النصاري معمولابها اومعدلة

وهكذايعرض عن احكام الله الى غيرها إما لعدم مبالاته بأنها من منهيات الله لأنه فيه فرق كبير بين من يعتقد أن ما يقوم به من قول ا وفعل مخالف لأوامر الله فيتوب منه بعد ما يقعفيه بجهل أو جهالة، فالجهل عدم معرفة حدود الحرام من غيره، والجهالة تقال لمعصية العارف بالحرمة ولكن اجهلته نفسه وطوعته لفعل الحرام، وهذا دائما ينقذه الله بالتوبة التي أكدها لمثله يقول تعالي:{{ إنما التوبة علي الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم}} إلي آخر الاية

ولكن البلاء فى فعل ألطغاة غير المتجبرين على الناس ولكن متجبرين على الله برفض العمل باوامره كمافعل ابليس الذي واجه الله بمعصيةعدم تنفيذاوامره فقال لم اكن لاسجد جوابالله في قوله تعلى

( مالك اان لاتكون مع الساجدين) فاعطاه الله مهلة عمر الدنياولكن يقال له بعدذلك لاملان جهنم منك وممن تبعك

منهم اجمعين فا لقدوم على فعل الله بماحرم عنادا اوتجاهلا فقد اعده الله من الغافلين: يقول تعالي:{{إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأويهم النار بما كانوا يكسبون}}.

فعدم التعويل علي لقاء الله والوقوف أمامه علي انفراد وترك ما وصفه الله به امثاله بعد موته وهو قوله تعالي:{{وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتي يبين لهم ما يتقون}} إلي آخر الآيات.لهو الخسران المبين.

وبناء علي هذه الحقائق أعلاه فسنبين لولاة أمورنا المسلمين خطورة هذا الطغيان المادي على الله والمعمول به في الدنيا والمتمحص في اتباع سنن من قبلنا من تشريع أصبحنا نعتقد في امتثاله أكثر من اعتقادنا في قوله تعالي:{{أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا}}.

والتفصيل في هذا الكتاب موجود عندنا مثل تفصيل أحكام العبادة يقول تعالي:{{كتب عليكم القصاص}} ويقول تعالي: {{كتب عليكم الصيام}} {{وأتموا الحج والعمرة لله}} ويقول في معاهدة الجهاد: {{وأتموا إليهم عهدهم إلي مدتهم}}.

فمن استمع للمحاكمة الجارية لتتبع قضاتنا ومحامينا لكل ما جاء في قوانين من قبلنا حتى التغييرات في دساتيرها ويستمع إلي تقديس الدستور المكتوب تحت ظل وجود كلام الله الذي ينطق علينا في كل كبيرة وصغيرة بالحق يقول تعالي: {{هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق}} ترثى نفسه وهو يشاهد من يموت منهم قادما على الله منفردا كماقال تعالى ولقدجئتمونا فرادي ال اخر الاية.

وإلي المقال الموالي في الموضوع إن شاء الله.

 

 

خميس, 02/03/2023 - 08:00