"إذا شاب ابن آدم، شابت فيه خسيستان، حب الدنيا و طول الأمد"، والمثل الشعبي عندنا يقول: "الويل، أخير أل حكمو ؤ كتلو من أل حكمو ؤ طلسو"، ربنا لا تسلط علينا قويا ولا ضعيفا.
أهلا بكم جميعا.
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" سبق وأن قلنا: إن السمسرة في السياسة ليست عملا محترفا هي في حد ذاتها، لكنها لعديم الفائدة عنوان وللنكرة مقام.." وكذلك قلنا: إنه إذا صار للنكرة رأي، وللمنحرف عن جنسه وجاهة، ولمن زكياه مقام، حينها سيبدو وكأنك ترى العالم بالمقلوب، لا أنت تقف على رجليك، ولا أنت قائم على رأسك"
وكذلك يقال: "ويل للعالم إذا أنحرف المثقفون وانحرفت النخبة" وأخشى أن ذلك ما نعيشه الآن، وإني أتساءل هل منكم من يعرف ما الذي نعيشه الآن؟!
موجة من المتثيقفين أغلبهم كهول، شيوخ وعجائز - حتى لا أقول: "عجز" - يعطون أنفسهم قيمة لمجرد أنهم مسنون أو معرفة و فهما، أمضوا العمر كله لم يحصلوهما أساسا، والآن يريدون أن يكونوا كذلك لأنهم يشعرون بالحرج أمام أولادهم وأحفادهم "شيوخ فارغون من المعنى" للأسف فات الأوان والمال الذي آثرتم الإنشغال في تحصيله لا يمكنه بكل أضعافه أن يشتري ما فاتكم ولو دعمتم المال بالقوة والغصب، "هي أشياء لا تشترى".
وشباب أقرب إلى الإلحاد يسبحون في ضياع بين خلبطة وسائل التواصل ومحركات البحث وغياب القدوة، وبالفطرة لا يتقبلون واقع آبائهم - الشيوخ الفارغون - خشية "العقوق" لا أحد يتقبل أن يكون أبوه "شيخ الشافعي" الذي منحه أن يمد رجله بفرج من عند الله، لكن الواقع يفرض نفسه، وهرطقة علماء وسياسيين يتخبطون سعيا للمال والجاه، والطيور على أشكالها تقع !
سيدي الرئيس: في غفلة من هذا، تغمزنا الضمائر، ويكزنا الواجب، ويصرخ فينا الحق، "فماذا أنتم فاعلون؟"، لا يمكنني أن أضرب أبي، ولا يمكنني أن أقتل أخي، وإن انتحرت كفرت، وإن سكت أذنبت، وإن استسلمت أهنت، "حاجيتكم ما جيتكم..؟"
سيدي الرئيس: أنا لا أعرف ما الذي قد نكسبه من توقيع ميثاق جديد يغيب عنه الأحياء؟ لا أعرف حقا! كما أنني لا أعرف ما الذي قد يترتب على استمرار تزايد عدد أبنائنا في المهجر؟ لا أعرف حقا! لكنني أدرك تماما، أن هذا الوضع ليس طبيعيا، وتشيخ الحيرة في معرفة مآلاته!
سيدي الرئيس: لا افهم حقا المعنى الحقيقي، لتهدئة غير هادئة، والكل عن تلك الإنتخابات غير راض، لا الموالاة راضية، ولا المعارضة - إن كانت موجودة أصلا- راضية.
سيدي الرئيس: ما أعرفه أن "الميثاق" هو الدستور، وأن المعارضة تنتقد وتقوم وأن النظام يشرح ويبين، وأن الشعب يحاول أن يفهم تارة ويتفهم تارة أخرى، هذا كل شيء، سيدي الرئيس.
وتبقى شناكل التهدئة السياسية بين الميثاق الجديد و المهجر المتصاعد، وما زال أملنا فيكم سيدي الرئيس قائما، وكما تعلمنا من أسلوبكم الهادئ في التعامل مع واقع الحال في البلد، "الحكمة تكمن في القدرة على الإستدراك".