نقاط ضعف جيش التحرير الشعبي واضحة على كافة الجبهات... هل ستبدأ الحرب حقاً ؟؟؟

نور ملحم

على الرغم من صعوبة التنبؤ بالمستقبل، فإن التحليل الدقيق لاستعداد جيش التحرير الشعبي يُظهِر عدة نقاط ضعف في جيش حديث محترف وبعد فجوة دامت أربعة أشهر، عُقدت الجولة التاسعة عشرة من المحادثات بين الجنرالات الهنود والصينيين على مستوى قائد الفيلق في نقطة الالتقاء الحدودية المعتادة بين تشوشول ومولدو. 

أجرى الجانبان مناقشة إيجابية وبناءة ومتعمقة حول حل القضايا المتبقية على طول خط السيطرة الفعلية في القطاع الغربي، وتمشيا مع التوجيهات المقدمة من القيادة، تبادلوا وجهات النظر بطريقة منفتحة وتطلعية.

وكالعادة، تم الاتفاق على حل “القضايا المتبقية بشكل سريع والحفاظ على زخم الحوار والمفاوضات عبر القنوات العسكرية والدبلوماسية، غير أن الجملة الأخيرة لا تعني أن الحل سيأتي قريبا.

من المثير للاهتمام تحليل حالة الاستعداد الحالية لجيش التحرير الشعبي (PLA)، والتي تحدث عنها الرئيس شي جين بينغ مرارًا وتكرارًا، وهي جملة " جاهز للحرب". 

وتشير كلمة "الحرب" عادة إلى "تحرير" تايوان، وهو حلم صيني قديم، وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى زيارة ثلاثة من رؤساء القوات الهندية إلى تايبيه بدعوة من وزارة الخارجية التايوانية لحضور منتدى كيتاجالان،وربما يعني ذلك أن نيودلهي بدأت في وضع نفسها في حالة حدوث سيناريو الحرب.

وكلن قد اتبع الرئيس الصيني شي، مؤخرا العديد من النقاط بحجة الإصلاح ومن أهم النقاط هو: “إن القيادة المطلقة لحزب الشعب الصيني هي أساس جيش الشعب وروح الجيش القوي، ومن الضروري تعزيز قيادة الحزب وقيادته في الجيش بشكل شامل وتنفيذ سلسلة من المبادئ والأنظمة الأساسية للحزب لقيادة الجيش، والتأكد من أن القوات مخلصة تمامًا ونقية تمامًا وموثوقة تمامًا.

والولاء للحزب يأتي قبل الجدارة أو الكفاءة، وهذا لا يمكن أن يترجم إلى الاحتراف، وتنص الوصية الأولى للسيد شي على "بناء جيش شعبي يطيع أوامر الحزب، ويستطيع الفوز في المعارك، ويتمتع بأسلوب جيد في العمل".

إن ما حدث مؤخرًا للقوة الصاروخية لجيش التحرير الشعبي (PLARF) هو مؤشر على أن خط الحزب هو الأسمى، وكانت قد أعلنت وسائل التواصل الاجتماعي الصينية (والتايوانية) أن قائد ونواب قائد قوات جيش التحرير الشعبي الصيني كانوا في ورطة كبيرة.

فعندما أجرى شي جين بينج إصلاحات في جيش التحرير الشعبي الصيني في نهاية عام 2015، تمت إعادة تسمية قوة المدفعية الثانية، التي تعتني بقوة الصواريخ الاستراتيجية الصينية، لتصبح PLARF، وأصبحت مسؤولة عن القوة الصاروخية التكتيكية والاستراتيجية الصينية، بما في ذلك الصواريخ النووية.

كشف تقرير أن الإقالات الكثيرة التي حدثت لقيادات الجيش الصيني، جراء قضايا الفساد وكذلك قضية الطفل الواحد، العديد من نقاط الضعف في القوات المسلحة الصينية، واستعدادها للحرب على مختلف الجبهات.

هذه الإقالات ليست المشاكل الوحيدة، فقد أدت سياسة الطفل الواحد التي تنتهجها الصين إلى إضعاف جيش التحرير إلى حد كبير، حيث أصبح الآباء أقل رغبة في إرسال طفلهم الوحيد إلى الحرب، ويعني ذلك أيضا أن الجنود لم يعودوا معتادين على المشقة بعد أن ظلوا في حضن أسرهم لمدة عشرين عاما، ومن المؤكد أن حافز اليوم أقل من الأعوام السابقة.

كما يمثل أسلوب التجنيد الصيني الحالي مشكلة أيضًا كما يستغرق الجيش المجند وقتًا أطول للتعود على التضاريس الصعبة مثل الحدود الهندية، علاوة على ذلك، لم يستوعب جيش التحرير الشعبي بشكل كامل الإصلاحات الجذرية التي أدخلها شي جين بينغ في عام 2016، ولا سيما التكامل المسلح المشترك.

وفي حين تحب بكين التباهي بالمعدات الجديدة التي تم تطويرها لجيش التحرير الشعبي الصيني (مثل مدافع الليزر، والاتصالات، والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وما إلى ذلك)، فإن الأفراد الذين يديرون هذه الأسلحة ليسوا مدربين بشكل كامل على استخدام أحدث التقنيات، وفق الصحيفة.

لذلك فأن الإفراط في غسل الأدمغة بشأن أيديولوجية الحزب لا تساعد على الاحترافية، التي تشكل هوسا بالنسبة للرئيس تشي جين بينج، والذي سبق وأن أعرب عن قلقه من انهيار محتمل للحزب الحاكم.

سبت, 01/07/2023 - 14:44