بعد الانتخابات .. الجيش الصيني يتعهّد “سحق” أي مساع تايوانية “للاستقلال”

نور ملحم

استقطبت قضية تايوان الأضواء مجددا خلال الأيام الماضية ، بعدما تعهّد الجيش الصيني، الجمعة، بـ«سحق» أي مساعٍ مؤيدة لاستقلال تايوان، قبل يوم على انتخابات رئاسية حاسمة في الجزيرة التي تؤكد الصين أنها جزء من أراضيها.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع جانغ شياوغانغ، في بيان، إن «جيش التحرير الشعبي الصيني يحافظ على مستوى تأهب مرتفع في كل الأوقات، وسيتّخذ جميع الإجراءات اللازمة لسحق محاولات (استقلال تايوان) بشكل حازم مهما كان شكلها».
واتهم جانغ الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم في تايوان بدفع الجزيرة «نحو ظروف الحرب الخطيرة» من خلال شراء أسلحة من الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويفصل تايوان، التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، مضيق طوله 180 كيلومتراً عن الصين التي تعهدت باستعادة الجزيرة يوماً ما.
وتحظى الانتخابات الرئاسية المقررة بمتابعة حثيثة في جميع أنحاء العالم، حيث سيقود الفائز الجزيرة ذات الأهمية الاستراتيجية وهي منتج رئيسي لأشباه الموصلات الحيوية.
وعلى مدار عقود، شهد مضيق تايوان محطات تصعيد خطيرة، كان أهمها عام 1954 عندما قصفت قوات جيش التحرير الشعبي جزيرة كينمان، وأثناء شهر يناير 1954 عندما هاجم الشيوعيون جزرا تايوانية أخرى وهو ما دفع الكونغرس الأميركي لتمرير قوانين منحت الرئيس صلاحيات بالدفاع عن تايوان. أيضا، شهدت سنوات 1958 و1996 أزمات أخرى عند مضيق تايوان كادت أن تسفر عن اندلاع حرب بين الأميركيين والصينيين.
استمرت العلاقات في التحسن تارة والتوتر تارة أخرى طبقا لتوجهات الحزب الذي يحكم تايوان، ولكنها في المجمل كانت علاقات يمكن وصفها بالجيدة، وازداد حجم التبادل التجاري بصورة ملحوظة، وسمح للسياح من البر الرئيسي بالذهاب إلى تايوان للسياحة، وجاء التايوانيون للبر الرئيس للعمل والاستثمار.
 إلى أن وصلت الرئيسة تساي ينغ وين، زعيمة الحزب الديمقراطي التقدمي إلى الحكم، والتي صعدت من حدة التوتر بدعوتها لانفصال تايوان تماما عن الصين، مما أثار دهشة الجميع وأولهم حكومة البر الرئيسي التي كانت ما تزال تتحلى بالصبر الشديد في التعامل مع قضية تايوان. 
ارتفعت حدة الاستفزاز بعدما مدت الولايات المتحدة الأميركية تايوان بشحنات متتالية من الأسلحة المتطورة غير آبهة لكل التهديدات الديبلوماسية التي أطلقتها بكين، وأخيرا أتت زيارة نانسي بيلوسي التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. 
بالمقابل حافظت بكين في السنوات الأخيرة على وجود عسكري شبه يومي حول تايوان، وأرسلت طائرات حربية وسفناً إلى المناطق المحيطة بها.
وشهدت الأسابيع الأخيرة عبور مناطيد صينية الخط الأوسط الحساس لمضيق تايوان، وهو ما انتقدته سلطات تايبيه بوصفه شكلاً من أشكال التدخل في الانتخابات الهامة، وأدت عمليات التوغل التي نفذتها الطائرات العسكرية الصينية في منطقة الدفاع الجوي التابعة لتايوان إلى زيادة التوتر في الأشهر الأخيرة. 
ومنذ العام 2016، قطعت بكين كلّ الاتصالات الرفيعة المستوى مع تايوان احتجاجًا على انتخاب الرئيسة الحالية تساي إنغ-وين التي تنتمي إلى الحزب التقدّمي الديموقراطي المؤيد للاستقلال.

جمعة, 01/12/2023 - 19:18