جذور يتجاهلها مهرجان المدن القديمة

عبيد اميجن سالـم

أوضح الباحث عبد الودود ولد عبد الله انه : "في الاصطلاح تعني عبارة "المدن التاريخية" أو "المدن القديمة" الحواضر التي كانت موجودة وما زالت موجودة منذ مجيء الاستعمار، وهي: ولاتة، تشيت، شنقيط، ودان، أطار، أوجفت، تجكجة، آقريجيت، النعمة، وقد يُقصر التعريف على الحواضر المصنفة تراثًا إنسانيًا من قبل اليونيسكو، وهي الأربع الأولى من القائمة أعلاه؛ أمّا المدن المندثرة فيعبّر عنها باصطلاح "المدن الأثريّة" مثل: "أزوكي، كمبي صالح، أدغست، قصر السلام، قصر البركة، تيرني"!. 
وبالرغم من المحاولات المتأخرة لتعريب وتفصيح تسميات هذه المدن فإن الأصل الأمازيغي والسوداني، أو هما معا لا تخطؤه العين الفاحصة ولا البحوث المحايدة أو الحصيفة؛ فولاتن" أو "إيولاتن" اسم أمازيغي يعتقد انه أُطلق على هذه الحاضرة السودانية من قبل المُلثّمين الأوائل الذين احتلوها ، وأما "تيشيت" فهي اختصار لكلمة "تي شينت" الأمازيغية والتي تعني "الجميلة". كما جاءت كلمة "وادان" كاختصار سهّل النُطق لكلمة "وي دان" الأمازيغية التي تعني هي الأخرى "الذاهب" أو الذاهبون، وكذلك تجكجة التي تعني "الخضراء"، أو اوداغوست، اما شنگيط وكومبي صالح وتيرني فلها هي الأخرى أصول وتفاسير وارتباطات سودانية واضحة.
موريتانيا المعاصرة، هي عصير من كل تلك الثقافات والحضارات الوثنية والإسلامية، الأمازيغية والسودانية ثم العربية، وهي مزيج من السكان الأصلاء والغزاة الهاربون والنازحون والمجلوبون. هذا هو واقعنا ويجب ألا ننكره أو نتنكر له، وكلنا موريتانيا تلك اللوحة الفيحاء والمتنوعة التي ينشد فيها الجميع حق المواطنة التام.

.............................

نقلا عن صفحة الكاتب 

أربعاء, 21/11/2018 - 23:47