عبود أحمد شاب يمني يغني الراب في فرقة تسمى "مليشياز"، عمل على إنتاج أغانيه بشكل ذاتي من بين حيطان غرفته الخاصة وعلى حاسوبه الشخصي، وأصدر العديد من أغانيه التي يعتبرها رسائل هادفة للمستمعين.
يسترجع عبود ذكرياته بالاستماع لأغاني الراب الأجنبية في غرفته بشكل شبه يومي، وهي عادته منذ عشر سنوات، كان يميل فيها لهذا اللون من الموسيقى ويعتبره ملاذه الروحي الذي يعبر عن الأحداث من حوله.
في أحد أحياء العاصمة صنعاء، يقف عبود متشوقا للغناء ويقول: لقد أعجبت بهذا الفن لأنه منفتح على كل الاختيارات، فمن خلاله نستطيع الغناء عن أي شيء دون تكلف أو عناء، والهدف من ذلك هو إيصال رسالة واضحة؛ إلا أن جمهورنا قليل جدا في اليمن.
انتقادات لفناني الراب
يقول عبود "كنت أذهب لحفلات كثيرة وأحاول أن أثبت نفسي بشتى الطرق لإظهار قدراتي في غناء الراب، وبعد عناء طويل سجلت أول أغنية لي في 2013 بإمكانيات متواضعة جدا وخبرة تكاد تكون معدومة، لكنني حاولت فعل شيء ما لأبرز هذا الفن في مجتمعنا".
ويضيف "واجهت انتقادات لاذعة من قبل عدد كبير من الأصدقاء والمستمعين، ولكنها انتقادات للفن نفسه، فالجميع يراه تقليدا لدول غربية، وثقافة لا تنتمي لوطننا العربي بأي صلة؛ ولكن كل هذه الانتقادات لم تمنعني من الاستمرار في غناء الراب".
أما عازف العود لؤي المطري فيرى أن هذا النوع من الغناء غير واضح للمستمع اليمني، وربما يفهمه بعض من يتحدثون الإنجليزية بسبب سرعة الكلمات والأداء، ولهذا ليس له جمهور كبير في اليمن على الرغم من مناقشته قضايا الناس المهمة.
وتقول هناء -وهي عضو في بيت الموسيقى اليمني- إن تقبل هذا الفن في دولة عربية قبلية مثل اليمن ليس بالأمر السهل، فالراب عند البعض ينظر إليه على أنه من عادات الغرب وتقاليده.
أغاني الراب في الحرب
يذكر أن الراب موسيقى غنائية سريعة يردد مؤديها -بإيقاع سريع- كلمات الأغنية المكونة من عدد كبير من القوافي التي تناقش عدة مواضيع.
يقول صلاح -وهو أحد أفراد فرقة "مليشياز"- إن الحرب على اليمن كانت دافعا قويا لكثير من الشباب كي يظهروا في ساحة غناء الراب، وذلك بعد اشتهار هذا الفن في الوسط الشبابي ومعرفة الجمهور له في السنوات الأخيرة، لأن كلماته تشرح معاناة الشعب ومعاناة الشباب بشكل جميل جذاب.
ويضيف صلاح: عن طريق غنائنا الراب تكون لنا فرصة البوح بالمشكلات والقضايا التي يعاني منها الوطن والمجتمع، بشكل يتقبله المستمع بعيدا عن السياسة والتحزب الذي يمكن أن يؤثر على الهدف الرئيسي من الأغنية.
وتتهادى أغاني الراب بين الكثير من الكلمات في لحن وأداء واحد، حيث يستخدم كل فنان أسلوبه الخاص في الأداء، ولدى الجميع إيقاعه الخاص في التعبير عن مشاعره حول قضية معينة.
مليشياز
وعن فكرة اسم فرقة "مليشياز"، يقول عبود "فكرنا كثيرا أنا وزملائي في عمل فرقة تكون خاصة بنا، ولأن عددنا ثلاثة أفراد فقط، فكرنا بأن نسمي الفرقة مليشياز. ربما يكون الاسم غريبا لكنه مناسب لنا كفرقة غنائية صغيرة تتكون من ثلاثة أشخاص فقط".
يتمتم عبود وصديقه صلاح ببعض الأغنيات التي تتمرن عليها الفرقة بشكل يومي حتى تصبح جاهزة، وهم يتمنون أن يستمع الناس لكلماتهم وليس لأدائهم فقط، فالأغاني التي تؤديها مليشياز هي عن الوطن والسلام والتفاؤل.
يبقى الراب فنا جديدا يستهوي الشباب اليمني ويجذبهم إليه، ويعتبر مميزا يتبنى فكرته شباب يمنيون بطرق مختلفة، ويمزج بين التراث اليمني والأغاني الغربية.
المصدر : الجزيرة