قال مسؤول بالبيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يتعهد خلال اجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء قمة مجموعة العشرين قبل أسبوعين بتسليم رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.
وقال المسؤول الرفيع: "أثناء اللقاء مع الرئيس أردوغان خلال قمة مجموعة العشرين، لم يتعهد الرئيس بتسليم فتح الله غولن".
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، قال مؤخرا إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان أن واشنطن تعمل على ملف تسليم الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة في عام 2016.
وأوضح أوغلو في مؤتمر في العاصمة القطرية، الدوحة أنه "في الأرجنتين، أبلغ ترامب أردوغان أنهم يعملون على تسليم غولن وأشخاص آخرين". في إشارة إلى لقاء الزعيمين في قمة مجموعة العشرين التي عقدت للفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 1 ديسمبر/كانون الأول.
وقد أصدرت السلطات التركية، الجمعة، أوامر اعتقال طالت أكثر من 200 من عناصر القوات المسلحة في حملة جديدة ضد من تشتبه بصلاتهم بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، بحسب وسائل إعلام تركية رسمية.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن النيابة التركية أصدرت 219 مذكرة اعتقال ضد عسكريين ما زالوا في الخدمة، بينهم أربعة برتبة عقيد وخمسة برتبة مقدم.
وشنت الشرطة التركية حملة دهم صباح الجمعة للقبض على المشتبه بهم، الذين يعتقد بصلتهم بالجماعة التي يقودها غولن، الحليف السابق للرئيس التركي الذي انقلب عليه.
وتتهم أنقرة غولن بأنه العقل المدبر وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة، وهو ماينفيه مشددا على أن لا صلة لديه بالانقلابيين.
وأصدر النائب العام في العاصمة التركية أنقرة مذكرات اعتقال الجمعة بحق 48 شخصا، يعمل معظمهم في قطاع الصناعات العسكرية،لمزاعم صلتهم بجماعة غولن.
وتسمي تركيا حركة حزمت (الخدمة) التابعة لغولن "منظمة فتح الله الإرهابية"، بيد أن اتباع الجماعة يشددون على سلمية جماعتهم وأن هدفهم الدعوة للإسلام ونشر التعليم بطريقة علمانية، حسب تعبيرهم، تركز على التسامح والتحاور بين الأديان.
وقد اعتقل أكثر من 50 ألف شخص في تركيا في حملات دهم أعقبت المحاولة الانقلابية، وانتقدها بشدة ناشطون في مجال حقوق الإنسان وحلفاء أنقرة الغربيين.
وفصلت السلطات التركية أكثر من 130 ألف شخص من العاملين في القطاع العام في البلاد.
وقد اعتقل الأسبوع الماضي عشرات الأشخاص، بينهم عناصر من القوة الجوية التركية، للاشتباه بصلتهم مع الانقلابيين في عمليات دهم واسعة في مختلف أنحاء البلاد.
ويصر المسؤولون الأتراك على أن هذه الحملات ضرورية لتطهير مؤسسات الدولة مما يقولون إنها "فيروسات" حركة غولن التي اخترقتها.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي عبرت منظمة هيومن رايتس ووتش عن احتجاجها على ترحيل مولودوفا لمدرسين أتراك يشتبه في علاقتهم بحركة غولن.
وتقول وسائل الإعلام التركية إن المخابرات التركية ضالعة مباشرة في العملية.
وقالت العفو الدولية إن أساتذة مدرسة الآفاق سبق أن طلبوا اللجوء في مولدوفا، مدعين أنهم سيواجهون القمع في تركيا.
وتمول مؤسسة غولن شبكة من المدارس عبر العالم، وقد انتشرت في انحاء مختلفة من العالم عندما كان زعيمها حليفا لأردوغان.
وفي عام 2000 أغلقت أوزبكستان كل المدارس ذات الصلة بغولن هناك. واتخذت روسيا خطوات مماثلة، ومن 50 مدرسة متصلة بغولن كانت تعمل في روسيا حتى عام 2008، لم تبق سوى سبع مدارس، جميعها تحت الإشراف الوثيق من وزارة التعليم، في منطقة تتارستان المسلمة.
وكان التوتر بين أردوغان وغولن قد طفا على السطح عام 2013 في أعقاب توجيه القضاء تهم تلقي رشاوى بملايين الدولارات لثلاثة من وزارء الحكومة التركية وأفراد أسرة أردوغان الذي كان يرأس الحكومة حينذاك إلى حد وصف ما جرى بانه محاولة للإطاحة بالحكومة.
وشهدت تركيا في ليلة 15 يوليو/تموز 2016 محاولة إنقلاب ضد حكم أردوغان الذي يحكم تركيا منذ عام 2002.
وأسفرت المواجهات بين الإنقلابيين وقوات الأمن التي بقيت موالية لأردوغان عن مقتل نحو 250 شخصا وإصابة أكثر من ألفين آخرين.
وسارع أردوغان إلى اتهام شريكه السابق غولن بالمسؤولية عن المحاولة وشرع في حملة تطهير واسعة لم تشهد تركيا مثيلا لها في تاريخها الحديث.
وخلال العام التالي لمحاولة الانقلاب شهدت تركيا أكبر تغيير في تاريخها منذ إقامة الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك عام 1922.
BBC