اختلفت الألسنة والألوان وتوحد الموقف من القدس

سبت, 2016-11-12 00:03

من توغو ومالي وبوركينا فاسو والسنغال، من ساحل العاج وبنين والنيجر وغامبيا وغيرها.. من 12 بلدا أفريقيا تداعوا يحملون القدس في قلوبهم.. يستحضرون هموم الفلسطينيين، وبطولات المرابطين بالأقصى دفاعا عنه في وجه هجمة صهيونية لا رحمة فيها ولا إنسانية.

لم تنسهم هموم القارة الأفريقية مسؤولياتهم تجاه أولى القبلتين، ولم يقعد بهم بعد الشقة وضيق اليد...هزتهم آلام المقدسيين وكل أهل فلسطين، فكانوا في الموعد بملتقى القدس الثاني في نواكشوط، ليجددوا العهد لبيت المقدس باسم القارة ويصدحوا بملء حناجرهم تشبثا بـالمسجد الأقصى.

ويناقش ملتقى القدس الثاني الذي ينظمه الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني في موريتانيا(هيئة شعبية) سبل مواجهة محاولات إسرائيل تقوية حضورها بأفريقيا، في ظل غياب الدور العربي الرسمي في التصدي لهذه المحاولات التي عبرت عن نفسها من خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعدد من الدول الأفريقية هذه السنة، وطلب حكومته قبل ذلك الحصول على وضعية مراقب في الاتحاد الأفريقي.

والملتقى الذي بدأت أعماله مساء الجمعة ويستمر حتى الأحد، استقطب لفيفا من العلماء والمثقفين والإعلاميين وقادة الرأي في موريتانيا والبلدان الأفريقية، كما حضره مسؤول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان، وشخصيات فلسطينية مثلت عددا من الحركات والمنظمات الفلسطينية.

 

مكانة الأقصى:
اختلفت ألسنة المشاركين وألوانهم، وربما تعددت مشاربهم وخلفياتهم، لكن مكانة الأقصى في النفوس وحدتهم، فاجتمعوا ليؤكدوا أن فلسطين تظل القضية المحورية للأمة الإسلامية لما تحتضنه من مقدسات، وما تحظى به من مكانة في نفوس المسلمين، وفق تعبير رئيس جماعة "عباد الرحمن" السنغالية سليم بابو.

وقد عبر مسؤول العلاقات الخارجية بحركة حماس أسامة حمدان عن ارتياحه لمضامين كلمات المشاركين، وأثنى على دعم الأفارقة لفلسطين وكفاح شعبها.

وأكد حمدان أن حركة حماس لا تعمل على الدفاع عن غزة فحسب، بل إعداد جيل قادر على تحرير كل فلسطين.

وثمن أسامة حمدان دور موريتانيا في مواجهة العدوان ومواقفها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وعبر عن شكره للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على طرد السفارة الإسرائيلية من نواكشوط، وتعهده خلال القمة العربية الأخيرة بمواجهة المحاولات الإسرائيلية للتغلغل في أفريقيا.

وأبدى الشارع الموريتاني بكل فعالياته السياسية والمجتمعية تفاعلا كبيرا مع موضوع الملتقى، وتجلى ذلك في حضور كثيف لجلسة الافتتاح، حيث غص قصر المؤتمرات بالحاضرين، وضجت قاعاته بالتكبير والترحيب استقبالا للقيادي أسامة حمدان.

 

نقطة التقاء:
واعتبر رئيس مجلس إدارة الرباط محمد محمود ولد أمات أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال نقطة الالتقاء والإجماع لدى الشعب الموريتاني بكل مكوناته ومشاربه وأحزابه السياسية، وقال "نحن مدعوون للعب دور أكثر فاعلية في محيطنا الأفريقي".

وأضاف ولد أمات في حديث لـ الجزيرة نت أن "ملتقى القدس الثاني يهدف إلى إعادة القضية الفلسطينية لواجهة الاهتمام والعمل الأفريقي الجماهيري، في ظل غياب دور فاعل للنظام العربي الرسمي في مواجهة الجهود الصهيونية لاختراق المجتمعات الأفريقية".

ورغم تراجع دور النظام العربي الرسمي والتضييق على الكثير من الهيئات الخيرية الإسلامية، فإن قادة المنظمات الإسلامية في البلدان الأفريقية أكدوا مناعة القارة في مواجهة المحاولات الإسرائيلية للتغلغل فيها.

ويقول عضو اتحاد علماء أفريقيا الشيخ محمود كوما في حديث للجزيرة نت إن "الأفارقة محصنون بإسلامهم في وجه تلك المحاولات، ونحن نعمل على نشر الوعي في أوساط الشباب، ونركز على تربية الأجيال على مكانة القدس والأقصى في نفوس المسلمين".

ويرى كوما أن دور المرأة بالغ الأهمية في هذا المجال، لذلك "فنحن في مالي لدينا تنظيمات نسائية ناشطة، ويتعزز دورها باستمرار برعاية من المنظمات والهيئات الإسلامية في البلاد".

 

المصدر : الجزيرة