مصر.. دولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

خميس, 2017-04-13 10:38

في أولى خطواته بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، تواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وعلى الرغم من أن المؤشرات تقول بأن السيسي لا يعد حاكمًا مستبدًا فقط، ولكنّه أحد أكثر الرؤساء قمعية في المنطقة، إلا أن هناك إشادة متبادلة بينه وبين ترامب خلال زيارته لواشنطن.

ويسهل التعرف على الاستبدادية مثل التعرف على الديمقراطية؛ بسبب انتشار الأخبار من خلال الإنترنت ووسائل الإعلام. ولدي مثل العديد من الأمريكيين أقارب يدعمون ترامب ويعيشون في مصر وسط جماعات أخرى يطلقون على أنفسهم ليبراليين، ولكن هذه الليبرالية لا تنطبق على كل الأمور، هؤلاء الليبرالون والسيسي لم يخفوا حماسهم بفوز المرشح الجمهوري. ويعد العديد منهم من داعمي المذبحة التى تمت في 14 أغسطس 2013 في ميدان رابعة، وهذا ما يعد مشتركًا بينهم وبين ترامب وهو كرههم للإخوان.

وحدثت هذه المذبحة أثناء حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ولم يفعل الكثير للرد على هذه المذبحة، وبعد مرور وقت قليل على هذا الحدث وانتخاب السيسي بدأ أوباما بالتطبيع معه والتعامل مع نظام السيسي كنظام شرعي.

وكان يثني وزير الخارجية السابق جون كيري باستمرار على السيسي بالرغم من تكثيف حملته ضد المعارضون. وكان هناك تعليق جزئي للمساعدات الأمريكية لمصر، ولكن تواصل كبار المسؤولين الأمريكين بشكل دائم مع مصر للتأكيد على أنه لا يوجد إلى ما يدعو للقلق.

وأكد كيري بعد شهر فقط من تعليق المساعدات لمسؤولين مصريين أن قضية المساعدات هي قضية صغيرة.

واستمر التعليق الجزئي للمساعدات لمدة 18 شهرًا ولكن إطلاق كلمة “جزئية” تعد مبالغة حيث إنه خلال فترة التعليق استملت مصر مساعدات تصل إلى 1.8 مليار دولار؛ ولذا لا يعقل أن يقال إن أوباما حاول استخدام نفوذه مع النظام المصري لأنه لم يفعل ذلك.

ولذا لا يعد تبني ترامب للسيسي أمرًا متطرفًا؛ حيث إنّه يعد تأكيد لسياسات أوباما. وكما أشار إيفان هيل محلل الشأن المصري، أن مارس 2015 كان نقطة تحول بسبب تزايد وتيرة القمع الداخلي، بمعنى آخر فإن التحول تحت حكم ترامب سيكون أمرًا هامًا على الرغم من أنه سيصعب قياسه، فعلى الأقل تحت حكم أوباما كان يدعي الاهتمام بحقوق الإنسان وكان يدعي الضغط من أجل إطلاق سراح المسجونين السياسيين ومنهم محمد سلطان المواطن الأمريكي.

وحتى عندما كان دعمه للديمقراطية والليبرالية في الشرق الأوسط فاترًا، كانت هناك شكوك أن الرئيس الأمريكي نفسه ديمقراطي وليبرالي. وكانت أزمة أوباما تقليدية وهي التوتر المستمر بين النظرية والتجربة، بين ما فعله الأمريكيون وما كانوا يأملوا أن يفعلوه.

والفرق يكمن أنّه تحت حكم ترامب فإن القيم التي يؤمن بها تتناسب بشكل طردي مع رؤيته للمصالح الأمريكية؛ مما يعني أنه في الفترة القادمة عندما يسجن أمريكي في سجون مصرية لن يحدث معه مثلما حدث مع محمد سلطان. وأثناء وجوده في السجن في ظروف لا إنسانية كتب سلطان رسالة إلى أوباما يطلب منه أن يبقى وفيًا للقيم الأمريكية وألا ينسى محنته ومحنة عشرات الآلاف في السجون.

ولم يكن هناك أية ضمانة بأن أوباما سيقوم بأي تحرك للتدخل، ولكنّه كتب إليه على أمل أن يفعل ذلك، وعلى الأقل كان لديه سبب لهذا الأمل، ولكن التخوف أنه في المرة المقبلة التي يسجن فيها شخص أمريكي في سجن مصري ويرسل برسالة لترامب، لن يستمع إليه الرئيس الأمريكي.

 

ذا أتلانتك