تدوينة: ماذا تبقى من شعارات العسكر المكشوفة؟

أربعاء, 2015-06-17 16:12
حبيب لي

عشر سنوات مضت على العهد العسكري الجديد القديم. مسلسل جديد من الفساد بعنوان محاربة الفساد والفقر وتفجير الأمل المفقود منذ عقود. تلكم ابرز عناوين الحلقات الطويلة والمملة تكاد لاتنتهي الا واقشعر لها الابدان. البطل البلوويدي الخارط، عزيز الأمل، عزيز المؤسس الدكتور، عزيز الفقراء، عزيز الجنرال، عزيز المحارب، عزيز القائد، عزيز العزيز، عزيز التعليم، عزيز الصحة، عزيز الاقتصاد، عزيز السياسي، عزيز أمير المؤمنين، عزيز المنقذ،البطل الأخير والاول في تاريخ البرزخ، عزيزالشباب...

لقد فجَّرَ الأمل في مثلث الالم، لقد عصرن المدن وأوجدها من عدم، مدينة امبيكت، مدينة شامي، إنجازات لاتحصى. انه حقا بطل عظيم دون منافس. أزاح الرئيس الانقلابي معاوية وبعده الرئيس المنتخب سيدي المجلوب من طرف العسكر. عسكر ينقلب العسكر والكل يلعن على الكل من اجل الكل. الشعب الضعيف المنعدم الغائب والمغيّب. شباب الالم الأمل ومجلسهم البائس الباهت، يختفي! لابطل بعده، عزيز. ولا لن لم ي ك/و ن. فقط، هو، ولا غيره. لاقانون ولا دستور، لاأحد يظهر مع البطل. المنتج، الكاتب، المخرج، المروِّرجُ، كلها، هو! أليس هو بلاء وآفة؟ بلى! انه لبلاء بعد بلاء وبعد بلاء...

زاد الطين بلة حين زار المستشفيات وأظهر ارتجالية اصلاحية وأفسد ما تبقى. سخر من الخبراء سخرية. صار طبيبا من لاشئ. اخرس المهندسين، أوقف الدراسات. ارتجل في الطب، في الهندسة، في التعليم. اختصر الطريق. سنة واحدة كافية لاصلاح اللاشئ. سنة التعليم! واحدة فقط تكفي. اين هو التعليم؟ اين هي الصحة؟ لا وزير ولا مدير. هو الوزير والمدير المهندس الطبيب الجندي الجنرال الرقيب النقيب الرائد القائد والسيد الرئيييييسسسس المؤسس المفجِّر الأمل في مثلث الالم. ماذا تبقى من شعارات العسكر؟ لا عسكر بعدك يا عزيز. اين الأمن؟ مسغارو الصغار والفوضى عارمة تماما مثل حركة المرور. اين الشرطة؟ اين المعارضة المعاهدة المهادنة المداهنة المناطحة الناصحة؟ اين الحراك الغزالي الشبابي؟ اين أزيد بيه وشبابه؟ نقطة رأس السطر.
بدأ المسلسل ولم ينتهي بعد. لا أدري الى أين ومتى سينتهي، ولكنه سينتهي. سيتوقف تماما مثل سابقاتها، كما في المثل الفلاني " الركد على الأسطح لن يطول..." انتهى موسم الفقراء ولازلنا فقراء. بدأ موسم محاربة الفساد والفساد صار دينا وملة وازداد قداسة اكثر من اي وقت مضى. فجرت البنوك من عدم وفجرت مشاريع عائلية عزيزية من لاشئ سوى مال العام والفقراء والشعب المقهور.

بدأت مأمورية شباب الالم المجلسي. ضاع الأمل وضاع الشباب وتاه وافل ووهن وانبطح واستسلم وركعَ. هاجر وهرب وذاق الأمرين. استسلم وضاع. ومازال المسلسل متواصلا وبطله عزيز ولا احد سوى كمبارسْ المطبل المجمل المصفق الخائن الخائف الذليل الركيك الطامع العدو...
انتهيتُ!

نقلا عن صفحة الكاتب على الفيس بوك