حذرت دراسة أميركية حديثة من أن عدم حصول النساء على قدر كاف من النوم ليلا، يزيد خطر انخفاض كثافة المعادن في عظامهن، ويسهم في إصابتهن بمرض هشاشة العظام.
وأجرى الدراسة باحثون بجامعة بافالو ونشرت في "مجلة أبحاث العظام والمعادن" العلمية، وكان هدفها اكتشاف تأثير انخفاض عدد ساعات النوم على صحة عظام النساء بعد انقطاع الطمث.
وتابع الفريق عادات النوم لدى ما يزيد على 11 ألف سيدة، بالإضافة إلى إجراء فحوص لصحة العظام.
ووجد الباحثون أن السيدات اللاتي أبلغن أنهن حصلن على خمس ساعات أو أقل من النوم ليلا، انخفضت لديهن كثافة المعادن في العظام في جميع المواقع الأربعة التي تم تقييمها، وهي الجسم كله والورك والعنق والعمود الفقري، مقارنة بالنساء اللائي أبلغن بحصولهن على سبع ساعات ليلا.
وانخفضت كتلة العظام لدى النساء بعد النوم لمدة خمس ساعات بنسبة 22%، كما واجهن مشكلة هشاشة العظام في منطقة الورك والعمود الفقري بنسبة 63%.
وقالت قائدة فريق البحث الدكتورة هيذر أوشس بالكوم "تشير دراستنا إلى أن قلة النوم قد تؤثر سلبا على صحة العظام، وهذا يضاف إلى قائمة الآثار الصحية السلبية لضعف النوم".
وأضافت "آمل في أن تكون هذه الدراسة أيضا بمثابة تذكير بضرورة النوم لمدة سبع ساعات أو أكثر، وهي الساعات الموصى بها ليلا".
وهشاشة العظام داء يصيب العظم ويؤدي إلى إضعافه وجعله هشا وأكثر عرضة للكسر، ويصيب الرجال والنساء، ويؤدي إلى إصابة الشخص بكسور في الرسغ والورك وفقرات العمود الفقري وأماكن أخرى، وهو غير معد ولكن تلعب عوامل معينة دورا في الإصابة به.
ووفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة، فإن نصف النساء اللاتي تجاوزن الخمسين، وربع الرجال الذين تجاوزا الخمسين أيضا، يصابون بكسر ناجم عن ترقق العظام.
آلية المرض
العظم هو نسيج حي يخضع لعملية هدم وبناء مستمرة، إذ يتم هدم الأنسجة العظمية القديمة واستبدالها بأنسجة عظمية جديدة، وشكل العظم تحت المجهر يشبه خلايا العسل التي يصنعها النحل.
وفي مرض هشاشة العظام تغلب عملية الهدم عملية البناء، مما يؤدي إلى تراجع كثافة العظم وقوته، ويظهر ذلك في ازدياد حجم الفراغ في النسيج العظمي فيصبح الفراغ داخل "خلية العسل" أكبر. واسم مرض هشاشة العظام يعكس هذه المعنى، فكلمة "osteoporosis" تعني: العظم المسامي.
وترقق العظام مرض صامت، إذ عادة لا يدري به المريض إلا بعد تعرضه لكسر يؤدي إلى مضاعفات قد تكون طويلة الأمد.
المصدر : وكالة الأناضول
نقلا عن الجزيرة نت