أعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في خطاب إلى الأمة مساء الثلاثاء، حظر التجمّعات والمسيرات لمكافحة وباء كورونا المستجد في بلد يتواصل فيه حراك احتجاجي غير مسبوق ضد السلطة.
وقال تبون إن "الوباء المتفشي مسألة أمن وطني، وأمن صحي تهمّ الجميع حتى لو أدى الأمر إلى تقييد بعض الحريات مؤقتاً، فحياة المواطن والمواطنة فوق كل اعتبار وقبل كل شيء"، مضيفاً أن الدولة "بقدر ما هي حريصة على احترام الحريات والحقوق، بقدر ما هي مسؤولة عن حماية الأشخاص والممتلكات".
وتزايدت الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعليق مسيرات الحراك الأسبوعية في الجزائر، ما يدفع المتظاهرين للبحث عن وسائل أخرى للاحتجاج تمكنهم من تفادي خطر الانتشار السريع لكورونا.
إلى ذلك عدّد الرئيس في خطابه المتلفز جملة من القرارات للحد من تفشي كورونا من بينها "غلق جميع الحدود البرية مع الدول المجاورة (...) وكذا منع التجمعات والمسيرات كيفما كان شكلها وتحت أي عنوان كانت وغلق أي مكان يشتبه فيه بأنه بؤرة للوباء".
كما شملت الإجراءات "التعليق الفوري لكل الرحلات الجوية القادمة أو المنطلقة من الجزائر ما عدا أمام طائرات نقل البضائع، التي لا تحمل أي مسافر معها" و"الغلق الفوري أمام المِلاحة البحرية والنقل البحري، باستثناء البَواخر الناقلة للبضائع والسلع".
وفي خطابه الذي استغرق ربع ساعة تقريباً، أعلن تبون كذلك "منع تصدير أي منتوج استراتيجي سواء كان طبياً أو غذائياً إلى أن تنفَرِج الأزمة، وذلك حفاظاً على المخزون الاستراتيجي الوطني"، إضافة إلى "تعليق صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، وغلق المساجد، والاكتفاء برفع الآذان استجابة لطلب لجنة الإفتاء بعد مصادقة كبار شيوخ وعلماء الأمة".
أكثر من 2500 سرير خاص بالإنعاش
وشدّد في خطابه على أن "جهود الدولة ستظل محدودة ما لم يبدِ المواطنون والمواطنات المزيد من التضامن والانضباط والتفهم، وخاصة للتبليغ عن حالات الإصابة"، متوعداً بملاحقة ناشري الأخبار الكاذبة والمضللة الساعين لزرع البلبلة والقلق والرعب في صفوف المواطنين.
كما طمأن تبّون مواطنيه إلى أن البلاد مجهّزة حالياً "بأكثر من 2500 سرير خاص بالإنعاش، ويمكن رفع العدد عند الاقتضاء إلى 6000 سرير وتوفير 5000 جهاز تنفس اصطناعي"، مشيراً إلى أن السلطات لديها حالياً ستة آلاف أداة كيميائية لفحص المصابين بكورونا وهي بصدد اقتناء 15 ألف أخرى.
وبحسب آخر إحصائية رسمية، فقد سجّلت الجزائر حتى مساء الثلاثاء وفاة خمسة أشخاص وإصابة 60 آخرين في الجزائر بفيروس كورونا.
العربية نت