اصويگ التيدوم :

باتة بنت البراء

مَـنْــدَرْتِي يَكَــانْ الْـمَــلْـعُــوگْ@
 اصْوَيْگْ التَّـيْـدُومْ الْمَحْـرُوگْ@
إلِّي فَـوْگْ الطَّوْگْ إلِّي فَـــوْگْ@
 اكْـــرَاعْ ابْـلِــمْــعَـــارِظْ تَـلُّـــو@ 
كَانْ الْفَوْگْ اعْلَ رَاصْ الطَّوْگْ@
 يَكَـــانُــو مَــــزَالْ افْــبَــلُّــو؟@

تشكلت الطلعه من جملة إنشائية موسعة بدأت بعبارة الاستفهام (مندرتي)، وانتهت بلب السؤال: (يكانو مزال افبلو؟).
 ويأتي تساؤل الشاعر  عن الجذع المحترق مثيرا حقا؛ إنه يخشى عليه عوادي الزمن، رغم أنه حكم عليه منذ البدء  بالنحس: ( اصويگ التيدوم الملعوگ)، وكل المعطيات التي قدم  تؤكد أنه لم يعد له وجود، وأصبح في خبر كان،  ومع هذا لا يفتأ الشاعر  يسأل عنه، ويعدد مواصفاته محددا موقعه، عله يجد في التساؤل عنه تعلة، وفي ذكره له استمرارا.
 
إنها مساءلة تستوقف حقا؛ جذع دوم محترق، يقع على أعلى مرتفع، في صحراء مترامية الأطراف،  تمسحها الرياح الهوج شرقا وغربا، ومع هذا يريد الشاعر أن يُبقي على الجذع ليظل قائما لا تطاله يد الحدثان.
 لا تمثل الصورة في النص (الجذع المحترق)الكثير لدى المتلقي العادي، ولا تستثير لديه إيماءات ولا إيحاءات شعرية، ولكنها بالنسبة للشاعر مصدر إلهام ثري   وجزء من عالمه الذي  شيد في الذاكرة، وتخيله أزليا خالدا، نائيا عن عوادي الزمن.
هكذا يكشف النص عن قلق الإنسان الأبدي من الموت والاندثار، فحدوث أمر للجذع يزرع هما كبيرا في قلب الشاعر، ولعله يظل يرى نفسه بخير ما دامت أشياؤه الأثيرة قائمة، أما إذا رآها تتداعى فسيكون ذلك إيذانا بالنهاية.
ويأتي الختام ذلك السؤال الإنكاري الحزين عن الجذع ووجوده بالمكان؛ (يكانو مزال افبلو؟) ليضعنا أمام نهاية مفتوحة  لسؤال ملح.

جمعة, 17/04/2020 - 00:24