عندما يحرجك موقف!

باتة بنت البراء

في إجازة عيد الفطر العام 2009 ذهبت للعمرة صحبة الأولاد، لبثنا يومين بمكة، ثم توجهنا إلى طيبة الطيبة حيث قضينا بقية الإجازة. وفي طريق العودة اصطحبنا صديقة لي تمارس التجارة، ومعها ابنتاها الصغيرتان. وصلنا الثالثة ظهرا مدينة الرياض وكنا مرهقين، فطلبت من الولد أن يتوقف بنا عند أحد المطاعم لشراء الغداء. وأصررت أن أتخير بنفسي الوجبة التي أريد، فالولد ذوقه في الوجبات يختلف عن ذوقي. دخلت المطعم والزحمة على أشدها، والعمال منهمكون في تلبية الرغبات، وتحايلت حتى وصلت مقدمة الطابور. كان الأفغاني الأشيب يستقبل الطلبات مبتسما، سألني: - أيو ايش يبغى ماما؟ - فأجبت: - سرعه .. سرعه.. عندي ضيوف، يبغ رز بالفحم، وسلاطة امشكله، ورز برياني 3 نفر -حدق في وجهي وقال: ماما، أيش يبغ؟ فأجبت: - أگول لك رز بالفحم، وسلاطه امشكله، ورز برياني 3 نفر. ألح علي قائلا: - ماما ركز اشوي، أيش يبغ؟ فرددت: أيش فيك انت؟ أگولك رز بالفحم، ؤسلاطه امشكله، ورز برياني 3 نفر عندها قال محتدا: - ماما فيه زبون ينتظر، شغل مخ اكويس ؤبعدين تعال. اشتد غضبي، ودخلت في مشادة معه، والظاهر أن الولد استبطأني، وحين دخل وجدني في أخذ وشد مع البنگالي، أتهمه بأنه لا يريد أن يخدمني، وأن عماله يقدمون طلبات من جاؤوا بعدي. فاقترب مني قائلا: - أمي اتركيه، وسنشتري من مطعم آخر. فبادر البنگالي قائلا: ولد، هو يبغ رز بالفحم، وان ما يعرف رز بالفحم! عندها ثاب إلي رشدي، وتذكرت أني كررت العبارة ثلاث مرات، فأحسست لحظتها بالخجل والإحراج، لقد تطاولت على الشيخ الأشيب واتهمته ظلما. وقد رأيته يبتسم حين قال له الولد: - العفو بابا، ماما تعبان اشوي بسبب سفر، هو يقصد دجـــاج بالفحم. فتهلل وجه الشيخ، وبادر ليقدم له الطلبية وخرجت لا ألوي على شيء.

اثنين, 15/06/2020 - 11:39