في موقف لبناني حزين، خاطب الأخطل الصغير بيروت ذات يوم :
فدت المنائر كلهن منارة == هي في فم الدنيا هدى وتبسم
ما جئتَها إلا هداك معلم == فوق المنابر أو شجاك متيمُ
بيروت هل ذرفت عيونك دمعة == إلا ترشفها فؤادي المغرم
أنا من ثراك فهل أضن بأدمعي == في حالتيك ومن سمائك ألهم
لهفي عليك أكل يوم مصرع == للحق فيك وكل عيد مأتم
والأمر أمرك لو رجعت إلى الهدى == الحب يبني والتباغض يهدم
وفي موقف مشابه خاطبها ولد عبد القادر :
لبنان كيف الجراح الحمر يغسلها == دمع اليتيم فتبري السيف والقلما؟
كيف الصواعق تذرو الورد محترقا == وتذبح البلبل الجذلان والنغما؟
لا عار لبنان، والأعداء شاهدة == أن الإباء بصولات الشعوب سما
والخليل النحوي :
بيـروت كل القارعات سلام == ذهب الرجال ودالت الأيـام
البحر حولك موجة من دمعنا == ودموعنا للسامرين مدام
نبكي وبعض بكائنا ضحك وبعـ == ـض شجوننا وهمومنا أوهام
الصخر، يا بيروت، رمل قلوبنا == قست القلوب ولانت الآكام
حفظ الله لبنان.