كاتب ذكي : وهو الذي يوحي له كل حدث بفكرة تأملية لم ينتبه لها غيره.
كاتب عبقري : وهو الذي يصنع من حدث تافه مادة ابداعية، ويولّد منها نصا لا تُمل قراءته..
ليس مستغربا أن يُسيل تيار (من أجل الوطن) كل هذا المداد، ويتسبب في حملة عصف ذهني كهذه، وليس مستغربا أيضا أن يثير اهتمام أقلام اعلامية وفكرية لها ثقلها، ومكانتها في الساحة.
شعب ذاق- حسب روايته وروايات أخرى- أعتى صنوف التطهير والتشريد والعذاب، ومع ذلك يتفوق على كل ساديي التاريخ في ممارسة القتل والتدمير..
هل يعقل أن يكون هذا تصرف انسان طبيعي؟
أحيانا أتساءل عندما أرى نحيبهم على قتلاهم : هل لهذا الشعب مشاعر؟..
من المعروف أن العرب كانت تنفر من الكلمات غير المتجانسة، وكان الفصحاء يتجنبون الكلمات التي تتجاور فيها حروف يصعب نطقها في كلمة واحدة.. ومن ذلك ما أخذه نقاد الشعر على امرئ القيس عندما استخدم كلمة ( مستشزرات) في بيته :
الرجل اعتذر عن خطأ معين، وقال إنه لم يكن يقصد ما فُهم من كلامه…
لكننا نحن نرفض اعتذاره، لأن أمنيتنا أن يكفُر وأن يُعزل، ولو كان هناك إعدام لتمنينا اعدامه..
وأغلبنا ليس غيرة على الدين وإنما لارضاء رغبة نفسية غير سوية ..
في محاولة منه لتحليل العلاقة بين الوزن والشعر، ينطلق سيدي عبد الله من خلفية غاية في الدقة، حيث الوزن ليس هو ما يجعل من الكلام شعرا، وإلا اعتبر السجع والانسجام، وبعض سور القرآن أشعارا، مما يعني أن مفهوم (القصدية) هو المحدد الأول للشعر .
ختم الشيخ محمد اليدالي مؤلفه النفيس ( الذهب الإبريز في تفسير كتاب الله العزيز ) بقوله :
فهاك أخى هذا الكتاب مفسراً == كتاب الإله المعجب المعجز النظم
فبالله فادع بالصدق يا أخى == لجامعه بالعفو عن ذنبه الجسم