أعرف أكاديميين، وباحثين لا يستطيعون طباعة حرف على الكومبيوتر، وأعمالهم يسودونها ورقيا بالقلم، ثم يدفعونها لمن يطبعها لهم..
وأعرف موظفين لا يستطيعون التعامل مع الأجهزة سواء كانت كومبيوتر أو جهازا لوحيا، وحتى ليس لديهم أي مستوى في التعامل مع الهواتف وتطبيقاتها.
وأعرف بعض الأشخاص ممن لهم ذكر سائر، ليست لديهم إيميلات ، ومن لديه منهم بالكاد يتذكرها..
أعتقد أن الناس مدارس ، وهناك من لا يطمئن للمستحدثات وخاصة الالكترونية منها، ولهؤلاء الحق، وإن كانوا سيبقون خلف ركب عصرهم بخطوات.. لهم الحق لأن الأمر أشبه برهاب الطائرة، أو الباخرة..
ولكن ما لا يمكن قبوله أن يكون الاستاذ الجامعي أو الموظف السامي جاهلا بالتقانة المعاصرة وبالضروري منها، ليس المطلوب من غير المتخصص التعمق فيها، ولكن لا حياة اليوم دون بدهياتها…
لم يعد العصر كما كان سابقا، وسرية العمل وخصوصية الحياة، يفرضان على المرء أن يطبع لنفسه، ويحرر لنفسه، وأن يماشي عصره وإلا بقي رهين نوستلوجيا وهمية ..