سدات.. لحن الخلود( في ذكراه الأولى)

أدي آدب

"سِدَاتِ".. قدْ ماتَ.. لا.. ما ماتَ.. لا.. أبَـدَا!
 لا تَنْعِ مَنْ سَكَنَ التــاريخَ.. والخَــلَدَا!
"سِدَاتِ".. "لحْنُ الخُــلُــــود".. المُرْتَقِي أفُقًا
 من صَوْتِهِ.. صِيـتِهِ.. فوْق الفنا.. صَـعَـدَا
"سِدَاتِ".. مَنْظــــومَةُ الكيْنُـــــونَـةِ.. اتَّسَقَتْ
 هُـوُيَّةً.. وَحَّــدَتْ شعْــبًا.. مَـعًــا.. بَــــلَـدَا
"سِدَاتِ".. توْأَمُ هــــــــــذي الدوْلةِ.. اقْتَـرَنَا
 اسْمًا.. بذاكرةِ الأجْـــــــــــيالِ.. مُــذْ وُلِـدَا
قد بَوَّأَتْــــهُ.. بعَــرْشِ الحُـــبِّ.. أفْئـــــــــئدَةً
وباسْمِها طَـالَما.. سِحْرَ "النَّــشِــيدِ".. شَـدَا
"سِدَاتِ".. مَدْرَسَةُ الشِّعْرِ الجَمِيــــلِ.. بـها 
صَــدَى "دَنَـا البَيْنُ مِنْ مَيٍّ".. هُــنَا.. خَلَدَا
"بَكَى الغَـريبُ" عليْهِ.. كالقـــــــريبِ.. دَمًا
"يا رَاعِــي الذَّوْدِ".. ضَاعَ الذَّوْدُ.. قدْ شَرَدَا
"حَــدِيثُه.. أوْ حَدِيـثٌ عنْهُ.. يُطْـــــــــرِبُنِي" 
واليَوْمَ.. يُحْـزِنُنِي ذاكَ الحـــــــــديــثُ غَدَا
قُلْ لِي: "أبَرْقٌ بَدَا".. عند ابن فــــــارضِهِ
 "مِنْ جَانِبِ الغَوْرِ" هل -لولا "سِدَاتِ"- بدا؟
أهٍ.. "دَعُــــونِي.. دَعُـــونِي".. خَلَّدَتْ نَغَمًا
 مِنْ قَيْسِ ليْـلَى.. يُقـــــاسِـي الحُبَّ.. مُنْفَرِدَا
فمَنْ يُغَنِّي "ألا حَيِّ الرَّشِـــــــــيدِ".. ومنْ
  يشدو: "ألَا فارْبَعَنْ بِالرَّبْع".. ضَاعَ.. سُـدَى؟
وكيف يُصْبِحُ.. يُمْــسِـي.. بالرَّشِــيدِ.. فَتًى
 إلا عَــلَى فَـقْــــدِه.. وِجْـــــــــدَانُـــه اتَّـقَــدَا؟
وهل سترْقُصُ "أكْمَامُ النَّخِـــــــــيلِ".. بِهِ
 ما دامَ شدْوُ "سِدَاتِ" اليوْم.. ذابَ.. صَـدَى؟
بلى.. فأبْنــــاؤُه.. نِعْمَ العَــــــزَاءُ.. لَـــــنا
 تالله.. مـــا مـَـــاتَ مَنْ.. أمْــثَــالَهُمْ.. وَلَــدَا
يا رحْمَةَ الله.. سُــــحِّي.. فــــــوق مقبـرةٍ
 آوتْ "سِدَاتِ".. ويا "رضْوَانُ".. خُذْهُ.. يَـدَا!
واصعدْ به.. في عُلَا الفرْدَوْس.. مُبْتَهِـجًا
 فطالما قدْ مَضَى.. في المُـرْتَـقَـــــى.. صُعُدَا
أدي ولد آدب- 28-9-2019

أربعاء, 30/09/2020 - 10:14