عقب إعلان التطبيع.. المغرب يتجه لبناء ميناء في الصحراء الغربية وواشنطن تعده بأسلحة واستثمارات

دعت وزارة التجهيز المغربية -أمس الجمعة- إلى تقديم عروض لبناء ميناء في الداخلة، إحدى مدن الصحراء الغربية، وكشفت مصادر في واشنطن عن تعهد باستثمار 3 مليارات دولار في المغرب، وعن قرار وشيك ببيعه أسلحة حديثة.

وقالت الوزارة في بيان إن من المقرر إغلاق المناقصة في 28 يناير/كانون الثاني 2021، مشددة على أن الميناء سيكلف ما يصل إلى مليار دولار، وسيساعد في تعزيز الروابط البحرية والتجارية بين المغرب وسائر أفريقيا.

وجاء الإعلان عن المناقصة بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة عزمها فتح قنصلية بالمدينة الواقعة على ساحل الأطلسي، لتنضم بذلك إلى حوالي 17 دولة عربية وأفريقية لها بالفعل بعثات دبلوماسية في الصحراء الغربية.

ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءا أصيلا من أراضيه، بينما تسعى جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر لتأسيس دولة مستقلة هناك.

وفي السياق ذاته، كشف مسؤول في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تعهد واشنطن بتنفيذ استثمارات في المغرب بنحو 3 مليارات دولار على مدى 3 سنوات.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية عن مسؤول بارز في إدارة ترامب (لم تسمه)، أنّ "الاستثمارات الأميركية المرتقبة في المغرب ليست مرتبطة باتفاق التطبيع بين إسرائيل والمغرب".

بيع أسلحة
من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة إن إدارة ترامب أرسلت إخطارا للكونغرس بأنها تتفاوض مع المغرب حاليا على صفقة بقيمة مليار دولار، تتضمن بيع 4 طائرات مسيرة من طراز "إم كيو-9 بي سكاي غارديان" (MQ-9B SkyGuardian) من صنع شركة "جنرال أتوميكس" (General Atomics)، وذخائر موجهة بدقة من نوع "هيل فاير" (Hellfire)، و"بيف واي" (Paveway)، و"جيه دي إيه إم" (JDAM)، من صنع شركات "لوكهيد مارتن" (Lockheed Martin) و"رايثيون" (Raytheon) و"بوينغ" (Boeing).

وكانت الولايات المتحدة قد عرضت في وقت سابق من هذا العام طائرات مقاتلة من طراز "إف-35" (F-35) على الإمارات العربية المتحدة في صفقة جانبية للاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل.

رفض التطبيع
في الأثناء، أدانت جماعة العدل والإحسان المعارضة في المغرب بشدة قرار التطبيع، وقالت في بيان إن "هذا القرار يتنافى مع المواقف التاريخية والآنية لهذا الشعب الكريم (المغربي) الداعم لإخوانه في فلسطين ولحقهم الكامل في تحرير أرضهم والعودة إلى ديارهم".

اعلان
كما اعتبرت التطبيع خطوة غير محسوبة العواقب، وطالبت الشعب المغربي برفضها والتصدي لها والعمل على إسقاطها بكل السبل السلمية المتاحة.

وزاد البيان "فلو طبع الحكام على المسلمين جميعا دون استثناء فإن شعوب الأمة ستكون لها كلمتها اليوم وغدا إن شاء الله، فقد علمنا التاريخ أن هذه الأمة تنهض إلى عزتها وكرامتها في أحلك فترات هوان المتسلطين عليها وذلتهم".

وأعلن ترامب الخميس موافقة المغرب وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، بينما أعلنت واشنطن اعترافها بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.

وبهذا الإعلان، يكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل، إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي.

كما سيصبح المغرب رابع دولة عربية توقع اتفاق تطبيع أو توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال عام 2020، بعد توقيع الإمارات والبحرين في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وإعلان السودان -في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- الموافقة على التطبيع.

وبذلك، تنضم هذه البلدان الأربعة إلى بلدين عربيين أبرما سابقا اتفاقي سلام مع إسرائيل، هما مصر والأردن.

المصدر : وكالات

الجزيرة نت

سبت, 12/12/2020 - 12:04