يا قبره.. كن جنة الخلد

أدي آدب

في مثل هذا اليوم (3/2/2013) فقدنا شقيقنا الأكبر: المرابط بن آدب 
تغمده الله بواسع رحماته،دون سابق إنذار، حيث كنت في الليلة نفسها ضيفا على صديقي د.الشيخ سيدي عبد الله، في برنامجه المشهود، وقد تابع أخي وأستاذي  البرنامج بكل اهتمام، حتى نهايته، ثم نام راضيا، وفي الصياح الباكر، أيقظتني مكالمة بنعيه، فكدت أذهب إثره صدمة، لولا أن تداركني الله برحمته،وفي ذلك قلت:
رَأيْنا السّما كادتْ على الأرض .. تُطْبق   
وحَشْرَجَت الأنفاسُ..تَخْنِقُ ..تَخْنِقُ
ودارتْ بنا الأفـــــلاكُ .. لحْظةَ نَعْـيِه
فَحِرْنـا .. أنَنْفي مَوْتَه؟ أمْ نُصَدِّقُ؟
وعُذْنا بـ "طُور" الصّبْر..فانْهَدَّ.. لوْعَـةً
وكلُّ " كَليمٍ ".. يَوْمَ ذا الرُّزْءِ يُصْعَقُع
وقدْ فَجّرَتْ " طــــوفانَ نُوحٍ" عُيــونُنا
فَنَحنُ ـمَعَ"الجُودِيِّ"و"الفُلْكِ"-نَغْرَقُ
وقدْ سَعَّرَتْ " نارُ الخليل" قُلـــوبَنا
إذا دُعِيتْ:"بَرْدًا ..سَلامًا "..تَحَـرَّقُ
ولمَّـــا هَزَزْنــا جِذْعَ كُـــلِّ قصــيدةٍ
تَساقَطَ سِحْرُ الشِّعْر..يُرْتَجُ ..يُطْرِقُ
وُجُومًا..أمامَ الخَطْبِ..قدْ غامَت الرُّؤَى
وضاقَ مَجالُ القوْل ..فالصمْتُ يَنْطِقُ
لقدْ ماتَ رَبُّ  "الضادِ " ..سَيِّدُ حَرْفِها
وبَحْرُ العُلـومِ .. الأَعْمَقُ..المُتَدَفّقُ
وشَيْخُ الطريقِ ..المُسْتَقيم  ..تَصَوُّفًا
مُنيرُ عَمَى الدُّنْيا..المْرَبِّي..المُحَقّقُ
خديمُ مُريديهِ .. الرفــيعُ .. تَـــواضُعًا
كَتــومُ الأنَا .. مَهْما زَهَا المُتَشَدّقُ
مُعَـلِّـي صُروحِ المَجْدِ ..قُطْبُ مَداره
عَمـيدُ بني" آدبَّ ".. والبَيْتُ مُعْرقُ
تأدَّبَ .. في آدابهمْ .. ذا مَـــــآدبٍ
بها الروحُ..مِثل الجسْم..تحْيَا وترْزَقُ
أقامَ عَلى ثغْر المَعـالي .. "مُـرابطا "
فـيا حَبَّذا اسْمٌ ..معْ مُسمَّاهُ ..أوْفَقُ  
                                (للقصيدة بقية)

خميس, 04/02/2021 - 12:17