من ذاكرة الزمن( الهجين)

حبيب الله أحمد

دعينا ذات مرة لاختبارونحن فى إحدى المراحل الدراسية( المتقدمة)
اتحفظ على تحديدها 
كان اختبارا كتابيا مصيريا صعب الأسئلة 
وشهد على صعوبته جهابذة القسم وكبار( فيسات) مقاعده ونخبة أول الداخلين واخر الخارجين 
ارعبنى ذلك وانا الذى لااعرف للمادة موضوع الاختبار استاذا ولادفترا 
تكيف الزملاء داخل الحجرة بسرعة مع الظروف فبداوا تبادل الاوراق والمطويات والمنشورات والدفاتر والمذكرات 
ورغم وجود مراقبين اثنين فى الحجرة فإنها بدت اشبه بورشة تكوينية انتقل فيها الطلاب من تبادل الأوراق إلى نقاش الأجوبة 
قلت لنفسى والدقائق تمر كانها قرون( لئن لم تختلس ياحبيب لتكونن من الراسبين)
ولكن كيف استفيد من ( الفوضى الخناقه) فى الحجرة 
فجاة جاء الفرج ( مقذوفة) ورقية( مسيرة) تحط بهدوء امامى اطلقها زميل لى من ( الرماة) لتصيب الهدف بدقة متناهية 
فتحتها بهدوء وبدات نقلها فى ورقة الإجابة وللامانة لااعرف هل معلوماتها دقيقة ولااعرف هل هي فعلا ذات صلة بمادة الاختبار 
المهم نقلتها وعندماكتب صديقى( حبيب اقلب الصفحة) كتبت( حبيب اقلب الصفحة ) فأنا احترم( الملكية الفكرية) ومن يدرى قدتكون العبارة من صميم الإجابة 
لم انتبه لمراقب يقف خلفى وكاننى( ميسى) فى لقاء مصيري فى ربع الساعة الأخير وكان( المدرب) كلفه بمراقبتى و( عرقلتى) ولو حصل على بطاقة حمراء وحصلت أنا على ضربة جزاء 
وقف المراقب امامى كتمثال خشبي قديم قائلا بملامح صارمة 
( ماذا تفعل ياحبيب؟)
اجبته بشجاعة وصراحة اقتضتهما اللحظة 
( اختلس يا استاذ فهذه ورقة سقطت من السماء استنسخها ولااعرف مافيها  وإن شئت اسحبها منى وامنحنى صفرا واترك كل هؤلاء الذين يختلسون فى الحجرة فأنا اتحمل كافة المسؤولية عن تصرفاتهم)
انتابت المراقب هستيريا من الضحك اخرجته من القاعة 
لاتسالونى عن بقية القصة رجاء

جمعة, 19/03/2021 - 12:50