"غالبا ما يَكونُ رُوَّاةُ الأدب الشعْبي وسَدَنَتُه غيْرَ مُثقفين ثقافة أكاديمية، وبالمقابل يكونُ المثقفون الأكاديميون –غالبا.- مُنْقَطِعِي الصَّلةِ بالأدب الشعْبي.
وفي كلْتا الحالتين يقعُ على هذا الأدب الجميل ضَيْمٌ مُزْدَوَجٌ، من هؤلاء وهؤلاء، فيبقَى "رَهينَ المَحْبسيْن" لايَبْرَحُ مكانه، تَجْتَرُّهُ ألْسِنَةُ رُوَّاةٍ غيْرِ قادرين على إدْراك أعْماقِه الإبْداعية، أحْرى دراسته تأصيلا وتحليلا، بينما يبْقى المثقفون – من جهتهم- مُعْتَكِفِينَ في بُروجِهم العاجية، يَطوفُونَ بِصَنَمِ الأدب
الفصيح، لا يروْن سِواه أدَبًا، ولا يبْغُونَ عنه حِوَلاً، مُعْتقدين –خطأ- أنَّ صِفَةَ الشعبي أو العامي أو الدارج التي يتصف بها هذا الأدب ذات حمولة قدحية، يُشْعِرُهم التنازلُ إليها بالغَضِّ منْ مَقامِهم العالي، بَيْدَ أنَّ الأدَبية أوْ الشِّعْريةَ صِفَتانِ جوْهريتان في الأدب والشعر، بغضِّ النظر عنْ أيِ لُغَةٍ يُكْتَبَانِ بها".
(توطئة بحث منشور)