إفطار مبارك

محمد فال بلال

لا أرى من العدل والإنصاف اختزال أي شخص كان إلى عشر كلمات مقتطعات من شريط طويل و عريض. و لا أرى من العدل والإنصاف البحث - بمعنى "التّلوَاد" بالحسانيّة - في حديثه عن تفاصيل و جزيئات صغيرة تكون سببًا لشتمه و شيطنته. و يقول المثل الإنجليزي المعروف: "الشيطان يكمن في التفاصيل".
بالله عليكم، أي منا لم يقل في لحظة حسرة أو قلق أو ألم من حال البلد: أفٍّ ثم أفٍّ! هذه ليست موريتانيا التي أريد! هذه ليست دولتي كأني بها غريب؟ و كم مرّة أطلقنا العنان لذمّ دولة الدخن؟ دولة أهل الخيام كما نسميها؟ و كم مرّة قلنا عنها دولة ظلم و غبن و إقصاء؟ و أي منا لم يبكِ دمًا على حال ولايته أو مدينته أو لغته الأم؟ 
هذا النوع من المشاعر و هذا الخطاب المتشنج - غالبا ما - يأتي من قبيل النقد والعذْل و العِتاب. ويأتي من المحب و من المشفق كما يأتي من الخصم و العدو. و لا ينبغي تحميله أكثر مما يحتمل إلاّ في حالته تكرر مرات و مرات، و تبيّن أنه موقف و برنامج و عقيدة؛ عندئذ يجب التصدي له و مقارعته الحجة بالحجة.. وإلاّ فالأخوة هي الأصل و التفهم أولى.
يقول النابغة الذبياني:
وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمَّهُ  *** عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
و يقول بشار بن برد:
إذا كنتَ في كلِّ الأمورِ معاتبًا *** صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبُه
_____________________________________________
بارك الله لي و لكم في العشر الأواخر ، و جعلني و إياكم من عتقاء الشهر الفضيل.

جمعة, 07/05/2021 - 08:49