في الأدب الموريتاني الساخر :

الشيخ معاذ سيدي عبد الله

الأدب الساخر ركن ركين من الثقافة الموريتانية قديما وحديثا، وقد تضمنت المدونة الشعرية الشنقيطية نصوصا شعرية كثيرة تتخذ من التفكه والسخرية موضوعا، ومن أشهرها نصوص للشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيديا يمازح فيها بعض أصدقائه، مركزا فيها على حالة أو لقطة رصدتها عينه الشاعرة، مثل أبيات ( الولي)..
كذلك نصوصه التي ترصد أحيانا بعض المواقف التي حصلت معه مثل نص ( العجائز) المشهور..
وفي نصه عن ثقافة أولاد ديمان ومناقبهم الفضيلة التي لا تُحصر يشير سيدنا لبعض الرجال الذين عرفوا بالظرافة وخفة الدم.. مثل باب افال الذي أورد هو بعض حكاياته..
يارائما هــزل بـــــني ديــمانا == دونــك مــنه جمــلا حســانا 
واعلم بــأن منهـم فـــــرسانا == قد سلكوا من قـبل ذا الميـدانا 
وقصب السبق بـــــذا المجال == مســـلّم فيه ل بـــــا ب فــــال
ويعتبر شعر ( اژريگه) من أكثر المدونات اختفاء بالسخرية والهزل الاجتماعي ..
أما في النثر فتعتبر ( رحلة دلاهي إلى السنغال) التي نظمها العلامة محمد محمود ولد احمذيه وهي رحلة حقيقية طريفة، من أبرز ما يذكر في هذا الباب :
يقول منها :
لاتكتبوا رحلة دلاّهي الأبي = كتابة إلا بماء الذهب
رحل ريعان الشباب الماضي = بهمة مثل الحسام الماضي
يؤول من عيلته للإكتسابْ = يفتح للأرزاق بابا بعد بابْ
حتى اشترى وباع كل شيّ = وربما رقص للنديّ
فصادف العُجم بجامع كبير = يجمع ما بين الصغير والكبير
فكادهم بالرقص صفا يضحكون =مؤملا جدوى من الرقص تكون
فكلهم أسعفه بدرهم = لذلك العجب لا عن كرم
فصار يتْجر الدراهم التى = جمعها بعد اللُّتيَا والتي
حتى إذا كان له ألْفان = من ورق الكَيْت الحطام الفاني
أشاربالرأي عليه من أشارْ = والنصحُ من شأن اللبيب المستشار
أن الحميرربحها لا ينتهي= وكان دلاّهي المزيدَ يشتهي
فأنفق الألفين فى الحمير = فصار يحدوها بلا خفير
خمسا وعشرين حمارا وهْوَا= ليست دواهي الدهر مما يهوى
فضل منها واحد وقت العشا = والله فاعل لكل ما يشا
وأربعا حين انبرى للطلب = طارت بها فى الجو عنقا مغرب
فجدّ فى طلبها دهرا وجدْ =وجدّ كل الجد ثم ما وجدْ
وأودع العشرين تي البواقي =وديعةًً والله خير واقي
لأمة ولم يجد تلك الأمه =ووجهها من السواد حممه
وضلت الأمة حين ولّت = وخمسة من الحميرضلت
من بعد خمسة الضلال السابق= وسابق من الردى كلاحق
والخمسة العشر ساق حتى = شكى الصدا فانبت عنها بتا
إلى آخره ....
أما حديثا فقد استطاعت صحف مثل اشطاري وشي الوح افشي أن تعيد للأدب الساخر رونقه، وتم منذ سبع سنوات جمع العديد من النصوص الشعرية الساخرة التي كانت تنشر في الصحيفتين في ديوان ( هذا أنا)...

سبت, 08/05/2021 - 10:14