أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة أن قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعين منذ الخميس في قمة ببروكسل فشلوا في الاتفاق على اقتراح قدمته (المستشارة) ودعمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لكن المشروع أدى إلى انقسام الدول الأعضاء، إذ تعارض دول البلطيق وبولندا والسويد وهولندا استئناف الحوار مع بوتين، معتبرة بأن ذلك سيبعث برسالة خاطئة مع تدهور العلاقات بين الشرق والغرب.
فقد قال رئيس ليتوانيا غيتاناس ناوسيدا أن هذا الأمر "مبكر جدا لأننا لا نرى حتى الآن تغييرا جذريا في سلوك فلاديمير بوتين". وأضاف بأن خوض حوار "بدون أي خط أحمر وبدون أي شرط مسبق سيكون إشارة سيئة للغاية".
وبعد مناقشات طويلة مع نظرائها الأوروبيين، قالت المستشارة الألمانية: "لم يكن ممكنا اليوم الاتفاق على أننا يجب أن نلتقي على الفور في قمة" مع روسيا. وأضافت: "كنت أفضل شخصيا نتيجة أكثر جرأة".
وسعت ميركل إلى تنظيم اجتماع مع بوتين لمناقشة قضايا ترتدي أهمية كبرى للاتحاد الأوروبي قبل أن تغادر الساحة السياسية في الخريف، إذ قالت في مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) قبل توجهها إلى العاصمة الأوروبية: "لا يكفي أن يتحدث الرئيس الأمريكي مع الرئيس الروسي. يجب على الاتحاد الأوروبي أيضا أن ينشئ صيغا مختلفة للمناقشة" مع موسكو.
ونال اقتراح ميركل دعم كل من إيمانويل ماكرون المستشار النمساوي سيباستيان كورتس. وقال الرئيس الفرنسي إن "هذا الحوار ضروري لاستقرار القارة الأوروبية". وأضاف أنه "سيكون حازما لأننا لن نتخلى عن أي من قيمنا أو مصالحنا".
من جهته، صرح كورتس: "دعمتُ ألمانيا وفرنسا لإجراء حوار على أعلى مستوى مع روسيا" لكن "من الضروري الآن تحديد أي قنوات حوار ستكون مفيدة".
وقد أكد فلاديمير بوتين الخميس أنه "يؤيد" آلية لحوار واتصالات مع الاتحاد الأوروبي، حسبما أعلن المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف.
وتدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا منذ ضم شبه جزيرة القرم وبدء النزاع في أوكرانيا في 2014. ولم تعقد أي قمة بين الجانبين منذ ذلك الحين.
لكن النتائج التي أقرت بشأن روسيا الجمعة تؤكد مع ذلك على ضرورة أن يحاور الاتحاد موسكو حول قضايا مرتبطة بمصالحه إذا توافرت الشروط لذلك.
وأكدت ميركل أنه من المهم الإبقاء على حوار والعمل على صيغته"، فيما وصرح رئيس الوزراء البلجيكي الكسندر دي كرو أنه "لا يمكن أن تقتصر العلاقة مع روسيا على عقوبات اقتصادية وقرارات طرد دبلوماسيين"، مؤكدا أنه "في مرحلة ما يجب أن تتوفر إمكانية الاجتماع حول طاولة".
وتقدم رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي باقتراح. وقال إن "اللقاء بين رؤساء المؤسسات الأوروبية وفلاديمير بوتين لا يزعجني"، لكن "لن أشارك بنفسي في الاجتماع مع فلاديمير بوتين كعضو في المجلس الأوروبي".
فرانس24/ أ ف ب