أنهت بريطانيا الإثنين القيود الصحّية المرتبطة بكوفيد-19 بشكل شبه كامل في يوم أُطلقت عليه تسمية "يوم الحرية"، وذلك على الرغم من الارتفاع في عدد الإصابات الذي يثير قلق كثير من العلماء والمسؤولين السياسيّين.
ومساء الأحد، وجه رئيس الوزراء بوريس جونسون دعوةً إلى مواطنيه من أجل أن يواصلوا توخّي "الحذر" رغم رفع القيود الصحّية. لكنّ جونسون شدّد الأحد على أنّه "التوقيت المناسب" لرفع القيود، في خطوة أُطلِقت عليها تسمية "يوم الحرّية"، داعياً السكّان إلى مواصلة توخّي الحذر.
وأضاف في شريط مصور على تويتر" "أرجوكم أن تنتقلوا غداً إلى المرحلة التالية من رفع الإغلاق، ملتزمين كلّ الحذر والاحترام الواجبين حيال الآخرين، مع الأخطار المستمرة الناتجة من المرض"، مذكّراً بأنّ المتحورة "دلتا" التي يُنسب إليها ازدياد عدد الاصابات منذ أسابيع، "شديدة العدوى".
تجدر الإشارة إلى أن جونسون اضطر للالتزام بالحجر بسبب مخالطته وزير الصحّة ساجد جاويد المصاب بكوفيد-19. وأعلن متحدث باسم داونينغ ستريت الأحد أنّ جونسون "سيواصل عقد اجتماعات مع الوزراء عن بُعد" من تشيكرز، المقرّ الريفي لرئيس الوزراء في شمال غرب لندن.
بريطانيا أكثر البلدان الأوروبية تضررا
وأودى فيروس كورونا بحياة أكثر من 128 ألفاً و600 شخص في بريطانيا، حيث يرتفع عدد الإصابات بشكل كبير منذ أسابيع وبلغ أكثر من 585 ألفاً منذ الأوّل من تمّوز/يوليو. وبريطانيا هي البلد الذي سجّل أكبر عدد من الإصابات بالفيروس في أوروبا.
وحاليّاً، هناك 550 مريضاً بكوفيد-19 في أقسام العناية المشدّدة في مستشفيات البلاد، مقابل أكثر من أربعة آلاف في ذروة الموجة الثانية في كانون الثاني/يناير.
وبعد دخول قرار رفع القيود حيز التنفيذ، لن يكون العمل عن بُعد هو القاعدة. وستفتح قاعات الحفلات والملاعب بكامل طاقتها، وستكون الملاهي الليلية قادرة مرة أخرى على استقبال الزبائن، وستُرفَع القيود على عدد الأشخاص المسموح لهم بالتجمع.
كما سيوضَع حدّ لإلزاميّة وضع كمامة في وسائل النقل المشترك والمتاجر، لكنّ السلطات توصي الناس بمواصلة التوقي قدر الإمكان.
100 ألف إصابة يومية محتملة
لكن تخفيف القيود الصحيّة يثير مخاوف في ظل ارتفاع عدد الإصابات نتيجة انتشار المتحورة "دلتا" الشديدة العدوى. وقد أقرّ وزير الصحّة باحتمال أن يصل عدد الإصابات اليومية إلى 100 ألف هذا الصيف.
وطالبت مجموعة من العلماء الدوليين المؤثرين الجمعة الحكومة البريطانية التراجع عن قرارها الذي "يُهدّد بتقويض جهود السيطرة على الوباء، لا في المملكة المتحدة فحسب، لكن في بلدان أخرى أيضا".
وبالإضافة إلى المصابين، يُطلب من ملايين الأشخاص الذين خالطوهم البقاء في المنزل لعشرة أيام.
ضغوط الدوائر الاقتصادية
من جهة أخرى، تصعد الدوائر الاقتصادية ضغوطها على السلطات الصحية لمراجعة التطبيق الإلكتروني الذي تستخدمه بسبب ارتفاع عدد المخالطين وما يرتبط بذلك من نقص محتمل في عدد الموظفين في بعض القطاعات. وقد اضطرت شركة مترو أنفاق لندن السبت إلى إيقاف أحد خطوطها لعدم وجود عدد كاف من الموظفين في غرفة التحكم.
وسيدخل تخفيف للقيود الحدودية على بعض الوجهات حيز التنفيذ الإثنين أيضا.
ووفقا لهذا التعديل، لن يحتاج الأشخاص الذين طعموا بالكامل في المملكة المتحدة للالتزام بحجر صحي لدى عودتهم من دول مصنفة على أنها "برتقالية" وبينها العديد من الوجهات السياحية مثل إيطاليا وإسبانيا. لكن فرنسا لن تشمل من تخفيف القيود بسبب "الوجود المستمر" لإصابات بالمتحورة "بيتا" التي تثير قلق الحكومة نظرا لمقاومتها لقاح أسترازينيكا المستخدم على نطاق واسع في حملة التلقيح في المملكة المتحدة.
فرانس24/ أ ف ب