هلْ أًدْرَكْنا حقاً أنَّ الْحَلًّ في الْعِلْمِ ؟

محمد يحيي ولد العبقري

ودِدْتُ لو لم أتناول هذا الموضوعَ ليس بسبب أنه لا يحتاجُ التطرّق  بل لكثرة ما سالَ فيه من مدادٍ وطُرِحَ من نظرياتٍ حتي أصبحَ مُجْمَعا علي أهميته ,يستوي فيه المعارضون والموافقون ,المدنيون والعسكريون , الفقراء والأغنياء وكذلك الأمّيُون والمتعلّمُ(من باب عطف المفردِ علي الجمعِ ).

فهل حقاً أدركنا ذلك أمْ أننا نُسايرُ واقعاً فيه تقديرٌ للعلم مقولةً من دون اقنتاعٍ ,نُظهرُ ما لا نُبْطِنُ ؟

أم أن المسألة أكثرُ تعْقيداًحيث هي تمثلُ صراعاًخفيا بين المتعلّمين ومن هم دون ذلك علي صدارة إدارة الأمم؟

هذه الأسئلة الوجيهة لا نريد الإجابة عليها لأننا لا نمتلك الأدلّة  الكافيةَ لكن ذلك لا يمنعنا من التّحْليل والتصورِ الّذين بمقدورنا أيا كانت وجهة نظرنا.

وقد لا نحتاجُ تبْياناً لأهمية العلم بعدما عُلمَ أنه مصدرُ رخاءِ البشرية اقتصادا وصناعة ودواءً ,تشهد بذلك حيرةُ العالم أمام الجائحة التي لولا العلماء لزاد بطشُها وتهديدُها ولما وقف شيءٌ في وجهها.

زدْعليه أن وسائل العيش والنّقل والتخطيط والعمران كلّها ما كانت لتصلَ ما هي عليه الآن لولا عمل العلماء.

وقد سمحت التطبيقات العلمية بتوفير حاجة البشر وتحسين مستوي العيش من خلال الانتاج التكنولوجي .

كما كانت الاكتشافات في ميدان الصّحة فتحا كبيرا ساهم في إيجاد العلاجات والقضاء الفعلي علي بعض الأمراض الفتاكة وصناعة الهاتف الذكي والانترنت و....

لكن المحيّرً والحال هكذا أن عالمنا العربي والافريقي لا يقيمان وزناً لحمَلَةِ العلم وذلك من خلال مخصصاتهم ونظرة المجتمع لهم.

ومن المعلوم أن المواطنين بدوّل العالم الثالث يتم تقييمهم للأشياء انطلاقا من اهتمام الحكّام فهم يتبعونهم في كلِّ تصورٍ.

وإن أنت نظرت ماعليه حال بعض الدّوّل التي كانت وإلي عهد قريب تابعة أصبحت بسبب الاستثمار فى التعلّم رائدة وضمِنت الإكتفاء في جميع المجالات وتمكنت من سيادتها متجنبة الإملاءات محتلةً مكانة متقدمة بين الأممٍ.

نذكر نهضة ألمانيا وماليزيا وتركيا وإيران والكوريتين .

الإنفاق علي التعليم :أرقام

-اسرائيل :1272.8 دولار -سنويا /الفرد –الأولي عالميا.

-آمريكا   :1205.9دولار -سنويا /الفرد-الثانية عالميا  .

-اليابان   :1153.3دولار- سنويا /الفرد-سنويا.

أما الدّول العربية  الموجودة في آسيا ومنها النفطية فنصيب الفرد هو :11.9دولارا تقريبا ما يعادل إنفاق الدول الإفريقية الفقيرة .

وبصفة عامة فقد جاءت الدّول العربية مائة مرّة أقل من إسرائيل بمعدل  قدره :14.7 سنويا للفرد.

هذه الأرقام الصّادمة تظهر أسباب التقدم والتخلف وتبيّن بما يدع مجالا للشّك أن الرّهان علي التعليم وأن الأمم لن تتمكن من أية تنمية بدونه.

ولأن الأمور أصبحت سهلة والمسوعات متوفرة وبوفرة فالذي ينقص هو الإرادة فقط التي بدونها سيظل كل شيءٍ علي ما هو عليه .

وفي ميدان البحث العلمي فإن فرنسا وحدها بها:266700 باحثا محتلة بذلك المرتبة الثانية ضمن الاتحاد الاوروبي بعد المانيا.

وبحسب دراسة أعدتها اليونسكوl’UNESCOفقد أنفقت الدول العربية مجتمعة 1%  فقط من الانفاق العالمي علي البحث العلمي سنة:2013  بعدما كان إنفاقها مقدرا ب:0.8 في 2007..

إنه إن أردنا كأمة مسايرة الحاصلِ يجب أن نبتعد عن التنافسية السلبية وعن سيطرة المادة بدل الحكمة فذاك طريق خاطئٌ.

وكذلك علي كافة الأقطار خلق هياكل اجتماعية تتبني التبادلية الإجابية لخلق تكامليةٍ تنظم أطرَ الاستفادة العلمية من مقدرات كل بلدٍ .

ثم علينا بعده وضع إطارٍ لجلْب من هاجر من علمائنا لنستفيد من خبراتهم وذلك عبر توفير كل المستلزمات المطلوبة وبدل تسديد معروفهم للأجنبي يقومون به داخل الوطن.

وعندنا في موريتانيا وتأسيسا علي نوايا رئيس الجمهورية من خلال برامجه يجب تكامل جهود المتخصصين وما أكثرهم لبلورة خارطة طريق مدروسة تنظم التعليم وتعمل علي تحسيسٍ شاملٍ بأهميته للفرْد ثم للبلد.

أمْرٌ صعْبٌ أن تغيّر نفوساً سكَنها عشْقُ المالِ علي حساب المعرفة لكن تضافر التضحيات إذا توفر سيعمل من دون شكٍ علي إلانَةِ الوضع وبعثِ الأمل بعدما سيطر القنوطُ.

أدام الله عافيته علي الجميع...

أربعاء, 13/10/2021 - 09:53