أيريبكَ الصمْتُ.. الذي يَغْــشـــــــــاني؟
القلبُ.. يَهْذي.. تحتَ صمتِ لســاني
إنِّــــــــي أراكَ .. ولا أراكَ.. لأنّــنــــــي
دانٍ .. بعيدٌ .. منكَ .. حــينَ تَـــــــراني
فأنا.. أشــــارككَ المكــــانَ .. ورُبَّـــــما
أرتـادُ كونًا..خـلْفَ كــلِّ مــــكــــــــــان
إنـِّي غريبٌ.. بيْنَ قوْمِي.. هــــــا هنـا
ليس المـكــانُ.. ولا الـزمانُ زَمــانــــي
أنا شاعرٌ .. قد فـاضَ.. في وجْــدانــه
نبعُ المَعانِي.. من يَـــدِ الرحمــــــــانِ
صمْتي: نــزيفُ مَشاعري.. وعبادتــي
ومقدَّسٌ - مِلْءَ الخُطَى- هذَيـــــــاني
مُلْكي.. وعرْشي: بيتُ شِعْــرٍ.. شارد
في كل وادٍ .. أمْتَـــطِـي هَـيَــمَـــاني
رَمَضُ الرّصيفِ.. أعزُّ لِي.. من مقْـــعـدٍ
يحشُو فَــــمِي.. وَا صـرْخةَ الأوطــــان!
لولا القصائدُ - في فَــمِي- تَعْــويــــذة
لانْسَقْتُ .. فــــــــي دوَّامَةِ الطوفــانِ
في تَمْتَـــمَاتِـي .. ما تـــــــزالُ بَــقيةٌ
مِنْ كبْرياءِ الحرْفِ .. مِلْءَ جَنَـــــــاني
رَبَّاتُ عَبْقَـــرَ.. قَاسمتْـنِــــي موْثِـــقـاً:
إنْ ذَلَّ شِعْرِي.. ضَيَّعتْ عُـنْــــــــواني
أقسمْتُ بالحرفِ.. الجميلِ.. وسِــــرِّه:
مَا لِــي بهجْرِ المُلْهِمــــاتِ يــــــــدان
العازِفَاتِ.. الشِّعْرَ.. يكتبُ فــي دِمِـي
نَبْضَ الحيـــاةِ .. بأروع الألـــحـــــــانِ
المانحاتِ.. القَلْبَ.. مِعْـــراجًا.. إلــى
أُفُـقِ البَهـاءِ.. و سِـدْرَةِ الإحســــــانِ
المُلبِساتِ.. عُيُونَـنَا.. عَــدَســــاتِـــها
لِنَرَى دَبِيبَ السِّحْرِ في الأكــــــــوانِ
إنّ الوُجُـودَ- بدونِ عَيْنيْ شـــاعــــــرٍ-
جَدْبٌ .. كئـيبٌ.. بـاهتُ الألــــــــوانِ
وأنا أحبُّ من الحيـاةِ جَـمَــــــــالَــــهَا
القُبـحُ يـؤْلـمُ مقــــلـةَ الفـــــنّــــــانِ
وطني المُـرَجَّى: جَنَّـةٌ .. مفْـقـــودةٌ
للحُـبِّ .. للإبــداعِ .. للإيـــمـــــــانِ
أفٍّ .. عـــلى زمَنٍ .. يُبَلِّدُ حِـسّـــــهُ
زَبَـدٌ .. يُغَـشِّى الجَوْهرَ الإنْسانـــيِ
وطني المُرَجَّى.. إنْ تَفُتْني واقــــعاً
فأنَـا أحُجُّ .. إليْكَ.. في وجْــدانـــي
سأظَلُّ أركُضُ.. خَلْفَ حُلْـــمٍ.. أزْرَقٍ
مَهْــمَا تَنَاثَرَ.. مِثْلَ خَــيْطِ دُخَـــــانِ
أنَا.. مَنْ يُطاردُ نَفْسَهُ.. في نَفْسِهِ
ويَفُوته الإنْسانُ.. في الإنســــــانِ