"قيمة المرء مايحسن"

 أدي آدب

تلك قاعدة ذهبية،اختزل فيها علي بن طالب- رضي الله عنه-فلسفة التفاضل بين الناس،حيث يكون المنجز الفردي والجماعي- بعد التقوى طبعا - هو المعيار الأساسي ،هذا مع أن المفاضلة الوظيفية بين الطبقات والمهن تكاد تكون مستحيلة،إذ لا مهنة - في الحقيقة - أفضل من مهنة،وبالتالي لا طبقة أفضل من أخرى،لأن أخس المهن- في المنظور الجماعي الأعمى-تمثل وظيفة حيوية لا غنى للمجتمع عنها،وهذا ما أدركه المعري ببصيرته،رغم عمى بصره: 
الناسُ.. للناس.. من بدْو.. وحاضـــرةٍ
 بعْضٌ.. لبعْضٍ-وإنْ لمْ يشعروا- خَدَمُ 
وفي الزمن الأندلسي الجميل،كان أبو عبد الله بن الكتاني المذحجي(ت420هـ-1029م) شيخ ابن حزم يقول: "إن من العجب من يبقى في العالم دون تعاون على مصلحة ! أما يرى الحرَّاث يحرث له، والبنَّاء يبني له، والخرَّاز يخرز له، وسائر الناس كل يتولى شغلا له فيه مصلحة، وبه إليه ضرورة؟ أما يستحي أن يبقى عيالا على كل من في العالم؟ ألا يعين هو أيضا بشيء من المصلحة؟" 
وقد لخص هذه الرؤية النسقية قول "مايا انجيلو"-من أمريكا-:"علينا جميعا أن نعلم أن التنوع ينتج نسيجا غنيا،ويجب علينا أن نفهم أن جميع خيوط هذا النسيج، متساوية في قيمتها، مهما كان لونها".

أربعاء, 08/12/2021 - 08:19