اتفقت موريتانيا والجزائر، اليوم الثلاثاء، تحديد فرص وأوليات للعمل المشترك، بهدف عقد شراكات بين البلدين، على المدى القصير والمتوسط، وفق ما جاء في البيان الختامي لزيارة وفد وزارة الطاقة والمناجم الجزائري لموريتانيا، برئاسة الوزير محمد عرقاب.
وأكد البيان أن الطرفين عدة مجالات من بينها التعاون العلمي والتكنولوجي والتشريعي والإداري والتجاري في مجال المحروقات، ومجال نقل الخبرات ودعم القدرات البشرية والتكوين، تعزيز التعاون في مجال المعادن خاصة التنقيب الجيولوجي واستكشاف المواد والتعاون في مجال تأطير الاستغلال التقليدي وشبه الصناعي للذهب، إضافة لبناء خطوط الربط الكهربائي والدعم الفني في مجال الكهرباء.
وفي ما يلي نص البيان الصادر في ختام زيارة الوزير الجزائري لموريتانيا، والتي دامت ليومين:
"تحت إشراف معالي وزير البترول والمعادن والطاقة السيد عبد السلام ولد محمد صالح، ونظيره الجزائري السيد محمد عرقاب، عقد الوفد الجزائري عالي المستوى، سلسلة اجتماعات في نواكشوط مع نظيره الموريتاني، يومي 06 و07 من شهر يونيو، لبحث وتعزيز آفاق التعاون بين البلدين في مجالي الطاقة والمعادن.
وفي مستهل الاجتماعات رحب معالي وزير البترول والمعادن والطاقة السيد عبد السلام ولد محمد صالح بنظيره الجزائري وبالوفد المرافق له، معبرا لهم عن شكره وتقديره لهذه الزيارة الكريمة.
وأكد الوزير في كلمته الترحيبية على قوة الأخوة ومتانة الروابط والعلاقات التاريخية والصداقة والتعاون القائم بين الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقةوموريتانيا، مبرزا أنها روابط عريقة واخوية تقوم على أسس قوية تجذرت عبر التاريخ حيث تعود جذورها لسنوات الاستقلال.
وأضاف أن هذه الروابط تجسد منها الكثير في مجالات عدة، مثل مساعدة الجزائر لموريتانيا في العديدمن المجالات، وخاصة الطاقة والمعادن وتشييد البنى التحتية التي لا تزال قائمة في نواكشوط ونواذيبو.
وأضاف الوزير أنه "بفضل تلك الزيارة تعزَّزت علاقاتُ موريتانيا وشقيقتها الجزائر وتم إطلاق العديد من المشاريع المشتركة كالطريق الاستراتيجي الرابط بين مدينة تيندوف بالجزائر ومدينة ازويرات بموريتانيا في ظل اهمية الربط الكهربائي على طول هذا الطريق".
وجاء في كلمة الوزير الافتتاحية لاجتماعات الوفدين أن هذه الزيارة تشكل إضافة لَبِنَة جديدة في هذا الصرح الشامخ من العلاقات العريقة حيث ستعمل الفرق الفنية المشتركة بين البلدين على الرفع من مستوى التعاون في مجالات الطاقة والمناجم.
هذا الصرح الذي عززته القمةُ الثنائية بين قائدي البلدين، فخامة الرئيس السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية وأخيه وصديقه فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني التي جرت مؤخرا في الجزائر، حيث تم التأكيد على الأهمية القصوى لتطوير وتفعيل أواصر العلاقات بين البلدين الذين يتشاركان عمق التاريخ وروابط الجغرافيا ويتناغمان في كثير من المقاربات الإقليمية والدولية.
فرص وأوليات للعمل المشترك
خلال الاجتماعات والمباحثات الثنائية، التي استمرت لمدة يومين بين أعضاء الوفدين، تم تحديد عدة فرص ذات أولوية لعقد شراكات بين البلدين، على المدى القصير والمتوسط، ومن بين أهم هذه الفرص والأولويات:
- التعاون العلمي والتكنولوجي والتشريعي والإداري والتجاري في مجال المحروقات
- التعاون في مجال نقل الخبرات ودعم القدرات البشرية والتكوين
- دراسة فرص التعاون في مجال المحروقات، وتأهيل منشآت تخزينهافي موريتانيا، وتكوين وتأهيل الطواقم الفنية العاملة في هذا القطاع.
- تعزيز التعاون في مجال المعادن خاصة التنقيب الجيولوجي واستكشاف المواد والتعاون في مجال تأطير الاستغلال التقليدي وشبه الصناعي للذهب.
- دراسة فرص انشاء وبناء خطوط الربط الكهربائي والدعم الفني في مجال الكهرباء
مذكرات تفاهم وبروتوكول اتفاق
في نهاية المباحثات، تم توقيع مذكرتي تفاهم وبروتوكول اتفاقبين موريتانيا والجزائر، لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والمعادن:
- المذكرة الأولى تم توقيعها من طرف وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب ووزير البترول والمعادن والطاقة السيد عبد السلام ولد محمد صالح، وتشمل هذه المذكرة تعزيز مختلف أوجه التعاون بين قطاعي الطاقة والمعادن في البلدين.
- المذكرة الثانيةتم توقيعهامن طرف الرئيس المدير التنفيذي لشركة “سوناطراك" الجزائرية توفيق حكار، والمدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات، السيد التراد ولد عبد الباقي، وشملت هذه المذكرة تعزيز التعاون في مجالات من بينها تنمية المهارات المهنية وتكوينالموظفين وإنشاء وتسيير البنى التحتيةللمحروقات.
- بروتوكول اتفاق تم توقيعهمن طرف الرئيس المدير العام للمكتب الوطني للبحث الجيولوجي والمنجمي، يحي عزري، ومدير الوكالة الموريتانية للبحوث الجيولوجية والأملاك المعدنية السيد الهاشمي الشيخ سيداتي، وتشمل تعزيز التعاون في تثمين وتطوير مقدرات البلدين من المعادن.
وشهدت الجلسة الختامية للمباحثات عرضا حول الميادين والمشاريع التي اتفق الطرفان على العمل على تجسيدها حيث تقرر انشاء فريقي عمل أحدهما للمحروقات والاخر للمعادن كما تم الاتفاق على خارطة طريق مع تحديد الآجال الزمنية لتنفيذها.
وفي نهاية البرنامج، تم تبادل الخطب بين وزير البترول والمعادن والطاقة السيد عبد السلام ولد محمد صالح ونظيره الجزائري محمد عرقاب، حيث أكدا على قوة وتجذر العلاقات الأخوية بين البلدين، مؤكدين أن هذه الزيارة ستشكل نقلة نوعية في مسار التعاون الثنائي في مجالات استغلال المعادن والطاقة في البلدين.
رافق معالي وزير الطاقة والمناجم الجزائري، وفد عالي المستوى يضم، إلى جانب السفير الجزائري المعتمد بنواكشوط، الرؤساء المديرين العامين لكبريات شركات الطاقة والمعادن الجزائرية حسب الآتي :
- -الرئيس المدير العام لشركة "سوناطراك" توفيق حاكار
- -الرئيس المدير العام لشركة "نفطال" مراد منوار
- -الرئيس المدير العام لشركة "مانال" محمد صخر حرامي
- -الرئيس المدير العام للمكتب الوطني للبحث الجيولوجي والمعدني ORGM يحيى عزري
- - الرئيس المدير العام لشركة "اسميدال" محمد الطاهر هواين
- - نائبة الرئيس المدير العام لشركة "سوناطراك" المكلفة بالتسويق، فتيحة نفاح
- - مدير نقل المحروقات وتحويلها وتسويقها بوزارة الطاقة والمناجم، مصطفى شكور
- - مدير العلاقات متعددة الأطراف والتعاون الإفريقي والعربي بوزارة الطاقة والمناجم، سفيان أوفة
- - مكلف بالتشريفات في وزارة الطاقة والمناجم، إبراهيم شبيله.
كما كان الوزير عبد السلام ولد محمد صالح مرفوقًا بوفد من الوزارة يضم مستشارين ومدراء عامين مركزيين إضافة للمدراء العامين لكل من الشركة الموريتانية للمحروقات والشركة الموريتانية للكهرباء والشركة الموريتانية للغاز ورئيس اللجنة الوطنية للمحروقات والمدير العام للوكالة الوطنية للبحوث الجيولوجية والأملاك المعدنية وطاقم هام من أطر الوزارة".