الجزائر و"حلم البريكس".. أبرز التحديات ونقاط القوة

أعلنت الجزائر هذا الأسبوع اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة "بريكس" العالمية، وسط الكثير من الطموحات الاقتصادية الكبرى التي تعوّل عليها.

وعبّر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عن اهتمام بلاده بالانضمام إلى "بريكس"، واصفا الخطوة بالممكنة، ومشيرا إلى أن الجزائر تمتلك شروط الانضمام.

ويضم هذا التكتل الإستراتيجي حاليا خمس دول (روسيا، الصين، الهند، البرازيل ،جنوب إفريقيا)، تشكل 23 في المئة من الاقتصاد العالمي، و18 في المئة من تجارة السلع، و25 في المئة من الاستثمار الأجنبي.

شروط الانضمام

ويرى خبراء الاقتصاد أنه لا توجد شروط محددة ومعلنة مفروضة بشكل مباشر على كل دولة ترغب في الانضمام إلى مجموعة "بريكس".

وأكد الخبير الاقتصادي الجزائري والرئيس التنفيذي لمركز الذكاء الاقتصادي فؤاد علوان أن الموضوع مرتبط بالعلاقات الدولية والحسابات الإستراتيجية والتحالفات بالنظر إلى ما يشهده العالم من تحولات جيوسياسية، حيث تسعى هذه المجموعة لخلق توازانات جديدة في العالم عبر تعزيز التعاون الاقتصادي.

وقال علوان لموقع "سكاي نيوز عربية": "دول بريكس تنظر إلى الجزائر كدولة تمتلك إمكانات اقتصادية كبيرة، وموقعا استراتيجيا، ولكن تنقصها الخبرة والكفاءة العلمية لإدارة المشاريع، وتحتاج في المرحلة الحالية إلى تحسين قدرتها للاندماج في الاقتصاد العالمي".

وأضاف علوان: "رغم أن الجزائر تعاني من ضعف في الاندماج الاقتصادي في العالم، إلا أنه من مصلحة دول بريكس أن تكون معهم لأنها بوابة إستراتجية لإفريقيا".

تجارب فاشلة مع أوروبا

وترتبط الجزائر بعلاقات قوية على مستوى التعاون الاقتصادي والاستراتيجي مع دول "بريكس"، خاصة الصين وروسيا حيث بلغت قيمة التجارة بين موسكو والجزائر العام الماضي 3 مليارات دولار.

وحول دافع التوجه للبريكس، أوضح علوان: "خاضت الجزائر تجاربا اقتصادية فاشلة مع العديد من الدول الأوروبية خاصة مع فرنسا، كانت أسبابها ضعف التخطيط الاقتصادي الإستراتيجي، وهو ما دفع بالحكومة الجزائرية الآن لتوجيه اقتصادها نحو الدول الآسيوية وتحديدا الصين".

وظلت فرنسا تسيطر على الاقتصاد الجزائري على مدار خمسين عاما، وبحلول عام 2012، فتحت الجزائر أبوابها للتبادل التجاري مع الصين، ووقعت معها عدة اتفاقيات شراكة استراتيجية آخرها مشروع منجم غار جبيلات الضخم.

ومن الناحية التاريخية فترتبط الجزائر بالصين وروسيا بعلاقات قوية، فبالإضافة إلى التعاون الاقتصادي فإن روسيا تعتبر حليفا إستراتيجيا هاما للجزائر من الناحية العسكرية.

وتنظر دول "بريكس" إلى الجزائر كدولة متحررة من الديون الخارجية، لها احتياطي جيد من العملة الصعبة يفوق الـ44 مليار دولار، وهي ثالث دولة من حيث احتياطي الذهب بـ 173 طنا.

الأبواب مفتوحة

ولدت فكرة "بريكس" مع بوادر الأزمة المالية عام 2006، ونظرا لارتباط الاقتصاد المالي العالمي بالدولار، فقد فكرت الدول المؤسسة للمجموعة في البحث عن حلول خارج التعامل بالعملة الأميركية، لتحاشي التقلبات المالية.

وتم إنشاء المجموعة باسم "بريك" عام 2009، لتصبح بعد عام "بريكس" في أعقاب انضمام جنوب إفريقيا.

وتسجل دول المجموعة أعلى معدلات نمو اقتصادي في العالم، وتساهم بنسب كبيرة من نمو الاقتصاد العالمي.

ويرى المحللون أن اقتراح الصين توسيع "بريكس" الذي جاء بالتزامن مع الحرب في أوكرانيا يعد مؤشرا على رغبة تلك الدول بإصدار عملة جديدة منافسة للدولار.

وبحسب الباحثة الجزائرية كلثوم بن دادة، الأستاذة المحاضرة بالمدرسة العليا لعلوم السياسية بجامعة الجزائر، فإن اغتنام الجزائر لهذه الفرصة يتطلب منها أن تخوض المزيد من المفاوضات والاتصالات مباشرة مع دول "بريكس".

وقالت بن دادة لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "المجموعة بالنسبة للجزائر ستكون ضمانا وبديلا للقروض الغربية، وخطوة للاستثمار الاقتصادي في إطار الشراكة بمبدأ الكل رابح".

نقلا عن سكاي نيوز عربية 

ثلاثاء, 02/08/2022 - 16:39