نخبة "أولاد العم "

الهببة الشيخ سيداتي

درس حادثة أفام لخذيرات الأبرز، أو من أبرز دروسها أنها أظهرت أن نخبة فئة معينة من الشعب تختلف في كل شيء إيديولوجيا، وسياسيا، ومصالح، ومناطقيا، لكنها تتفق في مثل هذا الأحداث، وتتساوق مشاعرها ورؤاها في اتجاه واحد، وباتفاق لافت وواضح.

 

في هذا تجد الإسلاميين بكل تشكيلاتهم، والعلمانيين بتدرجاتهم المختلفة، واليساريين والقوميين بمعتدلهم ومتطرفهم، والتقليدي غير القابل للتصنيف في أي من التصنيفات المستجدة، يتفقون كلهم على موقف واحد لا يختلفون في أي جزئية من جزئياته.

 

في بعض الدول المشابهة لوضع بلدنا يتحدثون عن "دولة عميقة" تشكل ناظما للحاكمين والمحكوم بهم أو هكذا يتصورون..!

 

أما في بلدنا، فيوجد "مجتمع عميق" يضبط المواقف والمشاعر تجاه أحداث معينة ليتحد من فرقتهم المبادئ والمواقف في كل خيارات ودروب الحياة الأخرى على مواقف واحد.

 

سلطان "المجتمع العميق" هذا قاهر للنخب والسلطة معا، وهو الذي تصطدم به - منذ القدم - كل الايديولوجيات والمشاريع الفكرية والإصلاحية في البلاد، ويقف حجر عثرة في سبيلها، وتتحطم على أبوابه - بل في محيط أسواره العالية المتعالية - المبادئ وتنهار القناعات، من خلال النظرة الحولاء والاستعلاء العرقي الأعمى، والتباهي الجاهلي المقيت.

 

بقدر ما تلاحظ هذه الوحدة المتعالية على المبادئ الإيديولوجية والقناعات الصلبة - أو هكذا يقولون - بقدر ما يتضح خطر التمايز والانقسام العرقي في البلد ويتضح الخلل، حيث تصبح المواقف معروفة مسبقا بناء على العرق واللون أو متوقعة بشكل راجح.

 

———

هامش: بعض هؤلاء قد يدفعه الاستعجال، وضغط "المجتمع العميق" والحماسة في غير محلها لعدم التأكد من مواقف وتدوينات لم يمض عليها سوى أيام معدودة في صفحة وتيرة التدوين فيها أقرب للبطء منها للسرعة، كحال موقفي واستنكاري للاعتداء الذي حصل في هذه الحادثة، وهو "موقف مبدئي" انفلت منذ عقدين ونيف - بحمد الله - من قبضة "المجتمع العميق"، وآلى أن يبذل جهده للوقوف بصدق مع قضايا العدل ومع المستضعفين.

سبت, 24/09/2022 - 12:01