المبدعون طيور الله

أدي آدب

خُذْ نغْمَةً.. من دويِّ الرعْد.. خُذْ قَــــــبَــسَا
مِنْ شُعْلةِ البَرْقِ.. خُذْ- مِلْءَ الفَـــضا- نَفَسَا
ورَتِّلِ الريــــحَ.. في نَـايِ الوُجـــود.. وقُلْ:
إنَّ الطبيعةَ- في شِعْــري- تَـفُـــــورُ.. أسَى
خُذْ "مَنْطِقَ الطيْر".. لحْنًا.. واكْتُبَنْ.. مَعَـهُ
عَزْفَ المِـيــاهِ.. خَــرِيـــرًا.. يُبْدِعُ الجَرَسـا
واكتبْ نَشِــيدَ النَّسِــيمِ.. المُسْتَمِـــــيدِ.. وقُلْ:
بَوْحُ الطبـــيعةِ- فـي شِعْــــري- قد انْهَمَسا
واسمعْ هَسِــــيسَ الرِّمَالِ.. العابرون.. بها
داسوا على وجَعِ.. في الأرْض.. كم دُهِسا!
واقْرَأْ عُيُـونَ النُّجُـومِ.. السَّـاهِـرَاتِ.. وقُلْ:
صَمْتُ الطبيعةِ- في شِعْـــرِي- قد انْبَجَسا
وعشْ جَمَالَ الرياضِ.. اليانِعَاتِ.. ضُحًى
وفِتْنَةَ الحُــورِ.. إذْ يَبْرُزْنَ.. ذاتَ مَــــسا
ورَنَّةَ العُـودِ.. حيْث العُـــودُ فَــاحَ.. وَقُـلْ:
سِحْرُ الطَّبِيعةِ- فِي شِعْرِي- قدِ انْعَــكَــسا
وإنْ تضقْ بكَ أرضٌ.. فالسَّــمَـا.. وَطَنٌ
فِي سِدْرَةِ المُنْتَهى.. حُلْمُ القصيـدِ.. رَسَا
والمُبْدِعُونَ.. طُيُــــــورُ اللهِ..  كمْ رفَعُوا
أبْيَاتَهمْ.. فِي الرُّؤَى.. حَيْثُ الوُجُودُ قَسَا
وإِنْ تَهَــــاوَى الرَّجَا.. والأفقُ.. لَا قَمَرٌ
فِي ظلمَةِ الطِّينِ.. أوْقِدْ رُوحَكَ.. القُدُسَا
وَافْتَحْ.. مَعَ الله.. نَجْوَى.. مُخْبِتًا.. ثَمِلًا
بِسَكْرَةِ الوصْلِ.. تَغْدُ المُفْرَدَاتُ "عَسَى"
الشعْرُ تعْـــــــويذةُ الأرْواحِ.. مَطْهَرُهَا
فاسْبَحْ بأبْحُرِهِ.. وانْسَ الأسَى.. الدَّنَـسَا
وافْتحَ.. إلى شاطئ الأحْـلام.. أشْرِعَةً
مـا بَيْنَ حَــاءِ.. وَبَــاءٍ.. دمْتَ مُنْغَرِسَا
بالحُبِّ تُبْصِرُ رَاءَ الحَرْب.. قدْ نٌزِعَتْ
والعَيْنَ دالَ الدَّمَارِ.. الكوْنَ مَا ابْـتَــأسَا
تَرَى السَّــرَابَ شَـــرَابًا.. والرُّؤَى أمَلأ
وذا الخَـرَابَ.. بأرْضِ العُرْبِ.. أنْدَلُسَا
هُزَّ القَصِيدَ.. عَصَا مُوسَى.. وَهُشَّ بِها
حُلْمَ الشُّعُوبِ..وَشُقَّ البَحْرَ.. لِلـبُــــؤَسَا
تَجِدْ.. هنا.. "آيَةَ الكُرْسِيِّ".. قدْ نُسِخَتْ
بـ"سورَةِ النَّاس"و"الشُورَى" مَحَتْ "عَبَسَا"
يا "سُورةَ الشُّعَـراءِ".. المَجْدُ.. للشُّعَـــرا
نَهِــــــيــــمُ.. في كلِّ وادٍ.. إنَّنَا الـرُّؤَسَـا
كم اصْطَنَعْنا.. بضِيقِ "الحَجْرِ" منْ نَفَقٍ
وكمْ عَــــوَالِمَ.. طفْـنا.. لمْ نَخَفْ حَرَسَـا!
مَدًّا.. وجَزْرا.. بُحُورَ الشِّعْر.. قــافيتي
مِجْدَافُـها طَوَّعَ الطُّـوفــــانَ.. واليَــبَسا
لو شِئْتُ أدْخَلْتُ بحْرا في الغَدِير.. ولمْ
يختلَّ إيقاعُ شِعْري.. لا.. ولا انْحَــبَسا
             أدي ولد آدب2020

ثلاثاء, 08/11/2022 - 16:48